قلنا: ونحن نرى: أنهما لو قالا بكلام الحافظ ابن عدي في الكامل؛ لكان أولى؛ إذ قال فيه (بعد سرده لرواياته وأقوال العلماء فيه): وهو عندي مستقيم الحديث إلَّا أنه يقع في أسانيده ومتونه غلط ولا يتعمد الكذب وقد روى عنه يحيى بن معين كما ذكرت (الكامل ٤ / ت ١٠١٥) قلنا: وكذلك حسن أبو زرعة الرازي حديثه، والله أعلم. ٤ - وأخرج البلاذري كذلك قال: وحدثني هشام بن عمار عن الوليد عن الأوزاعي أن أبا عبيدة فتح قنسرين وكورها سنة ١٦ هـ، ثم أتى فلسطين فنزل إيلياء فسألوه أن يصالحهم فصالحهم سنة ١٧ هـ؛ على أن يقدم عمر رحمه الله فينفذ ذلك ويكتب لهم به (فتوح البلدان / ١٨٩). وإسناد الرواية عند البلاذري أقوى من هذه الرواية كما ترى وإن كانا متفقين في المتن إلَّا في تحديد السنة، والله تعالى أعلم. ٥ - والرواية الثالثة إذ قال البلاذري: حدثني أبو حفص الدمشقي عن سعيد بن عبد العزيز عن أشياخه وعن بقية بن الوليد عن مشايخ من أهل العلم قالوا ... إلخ. وفيه: وقدم عليه أبو عبيدة بعد أن فتح قِنسرين ونواحيها وذلك في سنة ١٦ هـ وهو محاصر إيليا. وإيلياء مدينة بيت المقدس، فيقال: إنه وجّهه إلى أنطاكية من إيلياء وقد عذر أهلها ففتحها ثم عاد فأقام يومين أو ثلاثة، ثم طلب أهل إيلياء من أبي عبيدة الأمان والصلح، على مثل ما صولح عليه أهل مدن الشام من أداء الجزية والخراج والدخول فيما دخل فيه نظراؤهم، على أن يكون المتولي للعقد لهم عمر بن الخطاب نفسه، فكتب أبو عبيدة إلى عمر بذلك، فقدم عمر فنزل الجابية من دمشق ثم صار إلى إيلياء فأنفذ صلح أهلها، وكتب لهم به وكان فتح إيلياء في سنة ١٧ هـ. وقد روي في فتح إيلياء وجه آخر (فتوح البلدان / ١٨٩). =