للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ٣ - أما الأولى فقد قال فيها: حدثني القاسم بن سلام قال حدثنا عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب: أن عمر بن الخطاب بعث خالد بن ثابت الفهمي إلى بيت المقدس في جيش وهو يومئذ بالجابية فقاتلهم فأعطوه على ما أحاط به حصنهم شيئًا يؤذونه، ويكون للمسلمين ما كان خارجًا فقدم عمر فأجاز ذلك ثم رجع إلى المدينة (فتوح البلدان / ١٨٩). ورواية البلاذري هذه في كتاب الأموال للحافظ أبي عبيد القاسم بن سلام مع شيء من التفصيل وفيه: وكتب إلى عمر يخبره بالذي صنع الله له فكتب إليه (أن قف على حالك حتى أقدم عليك) فوقف خالد عن قتالهم، وقدم عمر مكانه ففتحوا له بيت المقدس على ما بايعهم عليه خالد بن ثابت قال: فبيت المقدس يسمى فتح عمر بن الخطاب (كتاب الأموال / ١٥٢ / ح ٤٢٩). ورجال هذا الإسناد ثقات إلَّا أن في حفظ عبد الله بن صالح (كاتب الليث) شيء ولقد ناقش المحرران قول الحافظ (صدوق كثير الغلط ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة) فقالا: بل صدوق في حفظه شيء حسن الحديث في المتابعات (تحرير التقريب ٢ / ت ٣٣٨٨).
قلنا: ونحن نرى: أنهما لو قالا بكلام الحافظ ابن عدي في الكامل؛ لكان أولى؛ إذ قال فيه (بعد سرده لرواياته وأقوال العلماء فيه): وهو عندي مستقيم الحديث إلَّا أنه يقع في أسانيده ومتونه غلط ولا يتعمد الكذب وقد روى عنه يحيى بن معين كما ذكرت (الكامل ٤ / ت ١٠١٥) قلنا: وكذلك حسن أبو زرعة الرازي حديثه، والله أعلم.
٤ - وأخرج البلاذري كذلك قال: وحدثني هشام بن عمار عن الوليد عن الأوزاعي أن أبا عبيدة فتح قنسرين وكورها سنة ١٦ هـ، ثم أتى فلسطين فنزل إيلياء فسألوه أن يصالحهم فصالحهم سنة ١٧ هـ؛ على أن يقدم عمر رحمه الله فينفذ ذلك ويكتب لهم به (فتوح البلدان / ١٨٩). وإسناد الرواية عند البلاذري أقوى من هذه الرواية كما ترى وإن كانا متفقين في المتن إلَّا في تحديد السنة، والله تعالى أعلم.
٥ - والرواية الثالثة إذ قال البلاذري: حدثني أبو حفص الدمشقي عن سعيد بن عبد العزيز عن أشياخه وعن بقية بن الوليد عن مشايخ من أهل العلم قالوا ... إلخ. وفيه: وقدم عليه أبو عبيدة بعد أن فتح قِنسرين ونواحيها وذلك في سنة ١٦ هـ وهو محاصر إيليا. وإيلياء مدينة بيت المقدس، فيقال: إنه وجّهه إلى أنطاكية من إيلياء وقد عذر أهلها ففتحها ثم عاد فأقام يومين أو ثلاثة، ثم طلب أهل إيلياء من أبي عبيدة الأمان والصلح، على مثل ما صولح عليه أهل مدن الشام من أداء الجزية والخراج والدخول فيما دخل فيه نظراؤهم، على أن يكون المتولي للعقد لهم عمر بن الخطاب نفسه، فكتب أبو عبيدة إلى عمر بذلك، فقدم عمر فنزل الجابية من دمشق ثم صار إلى إيلياء فأنفذ صلح أهلها، وكتب لهم به وكان فتح إيلياء في سنة ١٧ هـ. وقد روي في فتح إيلياء وجه آخر (فتوح البلدان / ١٨٩). =

<<  <  ج: ص:  >  >>