للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر خبر رجوع الحارث بن سريج إلى مَرْو

وفي هذه السنة وافى الحارث بن سريج مَرْو، خارجًا إليها من بلاد الترك بالأمان الذي كتب له يزيد بن الوليد، فصار إلى نصر بن سيار، ثم خالفه وأظهر الخلاف له، وبايعه على ذلك جمع كبير (١).

[خلافة مروان بن محمد]

وفي هذه السنة بويع بدمشق لمروان بن محمد بالخلافة:

ذكر الخبر عن سبب البيعة له:

حدّثني أحمد، قال: حدثنا عبد الوهاب بن إبراهيم، قال: حدَّثنا أبو هاشم مخلَّد بن محمد مولى عثمان بن عفان، قال: لما قيل: قد دخلت خيلُ مروان دمشق هرب إبراهيم بن الوليد وتغيّب، فانتهب سليمان ما كان في بيت المال وقسّمه فيمن معه من الجند، وخرج من المدينة، وثار مَنْ فيها من موالي الوليد بن يزيد إلى دار عبد العزيز بن الحجاج فقتلوه، ونبشوا قبر يزيد بن الوليد وصلبوه على باب الجابية، ودخل مَرْوان دمشق فنزل عالية، وأتِيَ بالغلامين مقتولين وبيوسف بن عمر فأمر بهم فدفِنوا، وأُتِي بأبي محمد السفيانيّ محمولًا في كُبُوله، فسلم عليه بالخلافة، ومروان يومئذ يسلَّم عليه بالإمرة، فقال له: منه، فقال: إنهما جعلاها لك بعدهما، وأنشده شعرًا قاله الحكم في السجن.

قال: وكانا قد بلغا، ووُلد لأحدهما وهو الحكم والآخر قد احتلم قبل ذلك بسنتين، قال: فقال الحكم:

أَلا مَنْ مبْلِغٌ مَرْوانَ عنِّي ... وعَمى الغَمْرَ طال بذا حَنِينا

بأنِّي قد ظُلمتُ وَصارَ قَوْمِي ... على قَتْلِ الوَلِيد متابِعِينا

أَيذْهَب كلبهم بِدَمِي ومالي ... فلا غَثًّا أَصَبْتُ وَلا سمينا


(١) ذكر الطبري عنوان الخبر كعادته قبل سرده للرواية المسندة في ذلك ويؤيد ذكر هذا العنوان ما ذكره خليفة كما سنذكر عند الحديث عن مقتل الحارث بن سريج وأما تفاصيل عودته كما ذكر الطبري عن المدائني عن شيوخه، فلم نجد ما يؤيدها والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>