ثم قال: ابسط يدك أبايعك، وسمعه مَن مع مروان من أهل الشام؛ فكان أوّل من نهض معاوية بن يزيد بن الحُصين بن نمير ورؤوس أهل حمص، فبايعوه، فأمرهم أن يختاروا لولاية أجنادهم، فاختار أهلُ دمشق زامل بن عمرو الجبرانيّ، وأهل حِمْص عبدَ الله بن شجرة الكنديّ، وأهل الأردنّ الوليدَ بن معاوية بن مروان، وأهل فلسطين ثابتَ بن نعيم الجذاميّ الذي كان استخرجه من سجن هشام وغدر به بأرمينيَة، فأخذ عليهم العهود المؤكّدة والأيمان المغلظة على بيعته، وانصرف إلى منزله من حَرّان (١).
(١) هذا الخبر تتمة الروايات السابقة والخبر يرويه الطبري عن مخلد بن محمد وقد سبقت ترجمته قبل صفحات في المقدمة ولا نستطيع أن نجزم بصحة كل هذه التفاصيل الدقيقة عن مسار مروان من مكانه وحتى تمام بيعته في دمشق إلّا أن الفقرات الرئيسية من المتن هي من مظان الصحيح (بالنسبة للخبر التأريخي) يؤيدها ما أخرجه خليفة بإسناد مرسل وآخر موصول عن شاهد عيان فقد أخرج خليفة ضمن تدوينه لوقائع سنة ١٢٧ هـ بعنوان: خبر بيعة مروان بن محمد وخلع إبراهيم بن الوليد: فيها وقعت الفتنة، قال إسماعيل بن إبراهيم قتل الوليد بن يزيد ومروان بن محمد بن مروان بأرمينية واليًا فلما أتاه قتل الوليد دعا الناس إلى بيعة من رضيه المسلمون فبايعوه فلما أتاه وفاة يزيد بن الوليد دعى قيسًا وربيعة ففرض لستة وعشرين ألفًا من قيس وسبعة آلاف من ربيعة فأعطاهم أعطياتهم وولى على قيس إسحاق بن مسلم العقيلي وعلى ربيعة المساور بن عقبة ثم خرج يريد الشام واستخلف على الجزيرة أخاه عبد العزيز بن محمد بن مروان فلقيه وجوه قيس: الوثيق بن الهذيل بن زفر ويزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري وأبو الورد بن الهذيل بن زفر بن عاصم بن عبد الله بن يزيد الهلالي في أربعة آلاف من قيس (أو خمسة آلاف) فساروا معه حتى قدم حلب وبها بشر ومسرور ابنا الوليد بن =