للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو جعفر: فلما استوتْ لمروان بن محمد الشام وانصرف إلى منزله بحرّان طلب الأمان منه إبراهيم بن الوليد وسليمان بن هشام فآمنهم، فقدم عليه سليمان - وكان سليمان بن هشام يومئذ بتدمر بمن معه من إخوته وأهل بيته ومواليه الذكْوانيّة - فبايعوا مروان بن محمد (١).


= عبد الملك أرسلهما إبراهيم بن الوليد حين بلغه مسير مروان فصاف القوم فخرج أبو الورد بن الهذيل بن زفر في ثلاثمئة وكبروا وحملوا على مروان حتى كانوا قريبًا منه ثم حولوا وجههم وقلبوا أترستهم ولحقوا بمروان وحمل مروان ومن معه فانهزم مسرور وبشر من غير قتال فأخذهما مروان فحبسهما حتى أتى حمص فدعاهم إلى المسير معه والبيعة لوليّي العهد الحكم وعثمان ابني الوليد بن يزيد وهما محبوسان عند إبراهيم بن الوليد بدمشق فبايعوه وخرجوا معه حتى أتى عسكر سليمان بن هشام بن عبد الملك بعد قتال شديد وحوى مروان عسكره وبلغ عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك ما لقي سليمان وهو معسكر في ناحية أخرى فأقبل إلى دمشق وخرج إبراهيم بن الوليد من دمشق ونزل باب الجابية وتهيأ للقتال ومعه الأموال على العجل ودعى الناس فخذلوه وأقبل عبد العزيز بن الحجاج وسليمان بن هشام فدخلا مدينة دمشق يريدان قتل الحكم وعثمان ابني الوليد وهما في السجن وجاء يزيد بن خالد بن عبد الله القسري فدخل السجن فقتل يوسف بن عمرو والحكم بن عثمان ابني الوليد بن يزيد وهم الحملان / تأريخ الخليفة / ثم أخرج خليفة: قال إسماعيل فحدثني عبد الله بن واقد الجرمي أن يزيد بن خالد قتلهما ويقال ولي قتلهما مولى لخالد بن عبد الله يقال له أبو الأسد شدخهما بالعمد وأتاهم رسول إبراهيم فتوجه عبد العزيز بن الحجاج إلى داره ليخرج عياله فثار به أهل دمشق فقتلوه واحتزوا رأسه فأتوا به أبا محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية وكان محبوسًا مع يوسف بن عمر وأصحابه فأخرجوه فوضعوه على المنبر في قيوده ورأس عبد العزيز بين يديه وحلوا قيوده وهو على المنبر فخطبهم وبايع لمروان وشتم يزيد وإبراهيم ابني الوليد وأشياعهم وأمر بجسد عبد العزيز فصلب على باب الجابية منكوسًا وبعث برأسه إلى مروان بن محمد وبلغ إبراهيم فخرج هاربًا واستأمن أبو محمد لأهل دمشق فأمنهم مروان ورضي عنهم ثم أتى يزيد بن خالد بن بزيد بن معاوية وأبو محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية ومحمد بن عبد الملك بن مروان وأبو بكر بن عبد الله بن يزيد فأذن لهم وكان أول من تكلم أبو محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية فسلم عليه بالخلافة وعزاه على الوليد وابنيه الحكم وعثمان ابني الوليد فقال وأصيب الغلامان إنا لله إن كانا الحملين الذين يؤكلان ويوضعان ثم بايعوه ثم أتى دمشق فأمر بيزيد بن الوليد فنبش وصلب وأتته بيعة أهل الام [تأريخ خليفة / ٣٩٣] وانظر تعليقنا على الرواية التالية. وأما نبش قبر يزيد بن الوليد فمسألة فيها نظر.
(١) ويؤيده خليفة في قوله هذا إذ قال: وفيها (١٢٧ هـ) أتى إبراهيم بن الوليد مروان بن محمد =

<<  <  ج: ص:  >  >>