وصيّره في حجرة ضيّقة، وأدرّ العطاء للأتراك والمغاربة، وحبس كنجور حاجب المؤيد، وضربه خمسين مقرعة، وضرب خليفته أبا الهول خمسمئة سَوْط وطُوِّف به على جمل، ثم رضيَ عنه وعن كَنجور، فصُرِف إلى منزله.
وقد ذكر أنه ضرب أخاه المؤيد أربعين مقرعة، ثم خُلع بسامرّا يوم الجمعة لسبع خلوْن من رجب، وخُلع ببغداد يوم الأحد لإحدى عشرة خلتْ من رجب، وأخِذت رقعة بخطه بخلْع نفسه.
ولست بقين من رجب من هذه السنة - وقيل لثمان بقين منه - كانت وفاة إبراهيم بن جعفر المعروف بالمؤيد.
* ذكر الخبر عن سبب وفاته:
ذكر أنّ امرأة من نساء الأتراك جاءت محمد بن راشد المغربيّ، فأخبرته أن الأتراك يريدون إخراج إبراهيم المؤيد من الحبْس؛ وركب محمد بن راشد إلى المعتزّ، فأعلمه ذلك، فدعى بموسى بن بُغا، فسأله فأنكر، وقال: يا أمير المؤمنين، إنما أرادوا أن يخرجوا أبا أحمد بن المتوكِّل لأنسهم به كان في الحرب التي كانت، وأما المؤيد فلا، فلما كان يوم الخيمس لثمان بَقِين من رجب دعا بالقضاة والفقهاء والشهود والوجوه، فأخرج إليهم إبراهيم المؤيد ميّتًا لا أثر به ولا جرح، وحمِل إلى أمه إسحاق - وهي أمّ أبي أحمد - على حمار، وحُمِل معه كفن وحنوط وأمر بدفنه، وحوّل أبو أحمد إلى الحجرة التي كان فيها المؤيد.
وذكر أنّ المؤيد أدرج في لحاف سمّور، ثم أمسِك طرفاه حتى مات.
وقيل: إنه أقْعِدَ في حَجَر من ثلج، ونضِّدت عليه حجارة الثلج فمات بردًا.
* * *
[[ذكر الخبر عن مقتل المستعين]]
وفي شوال منها قتِل أحمد بن محمد المستعين (١).
(١) انظر لمقتله تأريخ بغداد (٥/ ٨٥) والبداية والنهاية (٨/ ٢٢) والمنتظم [١٢/ ٥٦] وقد أخرج الخطيب البغدادي (٥/ ٨٥) ومن طريقه ابن الجوزي (١٢/ ٥٦) عن ابن أبي الدنيا قال: قتل المستعين بموضع يقال له القادسية في طريق سامراء، في شوال سنة اثنتين وخمسين ومئتين) =