للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نهر بَيْن، وتقدّم إلى مسجد كَوْثر، وخرج إليه ابن الساجور وأصحابه، وجاء المطلب إلى حُميد، فلقوه بباب الجسر، فقرّبهم ووعَدهم ونبّأهم أن يُعلم المأمون ما صنعوا، فأقبلوا إلى دار إبراهيم، وطلبوه فيها فلم يجدوه، فلم يزل إبراهيم متواريًا حتى قدم المأمون وبعد ما قدم؛ حتى كان من أمره ما كان.

وقد كان سهل بن سلامة حيث اختفى وتحوّل إلى منزله وظهر، وبعث إليه حُميد، فقرّبه وأدناه، وحمله على بغل، ورده إلى أهله؛ فلم يزل مقيمًا حتى قدم المأمون، فأتاه فأجازه ووصله، وأمره أن يجلس في منزله.

* * *

وفي هذه السنة انكسفت الشمس يوم الأحد لليلتين بقيتا من ذي الحجة حتى ذهب ضوءها، وكان غاب أكثر من ثلثيها، وكان انكسافها ارتفاع النهار، فلم يزل كذلك حتى قرب الظهر ثم انجلت.

فكانت أيام إبراهيم بن المهدي كلها سنة وأحَدَ عشر شهرًا واثني عشر يومًا.

وغلب عليّ بن هشام على شرقيّ بغداد وحميد بن عبد الحميد على غربيها، وصار المأمون إلى همَذان في آخر ذي الحجة.

* * *

وحجّ بالناس في هذه السنة سليمان بن عبد الله بن سليمان بن عليّ (١).

[ثم دخلت سنة أربع ومائتين ذكر الأحداث التي كانت فيها]

* * *

[خبر قدوم المأمون إلى بغداد]

فممّا كان فيها من ذلك قدوم المأمون العراق، وانقطاع مادّة الفتن ببغداد


(١) وكذلك قال خليفة في تأريخه (٣١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>