للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسعيد، قالوا: ولما دخل سعد المدائن، فرأى خلوتَها، وانتهى إلى إيوان كسرى، أقبل يقرأ: {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٢٥) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (٢٦) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (٢٧) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ}. وصلّى فيه صلاة الفتح -ولا تصلّى جماعة- فصلى ثماني ركعات لا يفصل بينهنّ، واتخذه مسجدًا، وفيه تماثيل الجصّ رجال وخيل، ولم يمتنع ولا المسلمون لذلك، وتركوها على حالها. قالوا: وأتمّ سعد الصلاة يوم دخَلها، وذلك أنه أراد المُقام فيها. وكانت أوّل جمعة بالعراق جُمعت جماعةٌ بالمدائن، في صفر سنه ستّ عشره (١). (٤: ١٦).

ذكر ما جُمع من فيء أهل المدائن

٤٣١ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن الأعمش، عن حبيب بن صُهبان، قال: دخلنا المدائن، فأتينا على قباب تركيّة مملوءة سِلالًا مختَّمة بالرصاص، فما حسبناها إلّا طعامًا، فإذا هي آنية الذّهب والفضة فقسمت بعدُ بين الناس. وقال حبيب: وقد رأيتُ الرّجل يطوف، ويقول: مَن معه بيضاء بِصفراء؟ وأتينا على كافور كثير، فما حسبناه إلا ملْحًا، فجعلنا نعجن به حتى وجدنا مرارته في الخبز (٢). (٤: ١٧).

٤٣٢ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن النّضر بن السريّ، عن ابن الرُّفيل، عن أبيه الرُّفيل بن ميسور، قال: خرج زُهرة في المقدّمة يُتبعهم حتى انتهى إلى جِسْر النَّهْروان، وهم عليه، فازدحموا، فوقع بغل في الماء فعجلوا وكلِبوا عليه، فقال زهرة: إني أقسم بالله إنّ لهَذا البغل لشأنًا! ما كلِب القوم عليه ولا صبروا للسيوف بهذا الموقف الضنك إلّا لشيء بعد ما أرادوا تركه، وإذا الذي عليه حلية كسرى؛ ثيابه وخرزاته ووشاحه ودرعه التي كان فيها الجوهر، وكان يجلس فيها للمباهاة؛ وترجّل زهرة يومئذ حتى إذا أزاحهم أمر أصحابه بالبغل فاحتملوه، فأخرجوه فجاؤوا بما عليه، حتى ردّه إلى الأقباض، ما يدرون ما عليه، وارتجز يومئذ زهرة:


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>