للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البوَيْب

١٠٨ - كتبَ إليّ السريّ، عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحة وزياد بإسنادهم، قالوا: وبعث المثنَّى بعد الجسر فيمَن يليه من الممِدّين، فتوافوْا إليه في جمع عظيم، أو بلغ رستَم والفَيرُزان ذلك، وأتتهم العيون به وبما ينتظرون من الأمداد، واجتمعا على أن يبعثا مِهْران الهمَذانيّ؛ حتى يريا مِن رأيهما، فخرج مِهْران في الخيول وأمَراه بالحيرة، وبلغ المثنَّى الخبر وهو معسكر بمرْج السِّباخ بين القادسيَّة وخَفَّان في الذين أمدّوه من العرب عن خبر بشير وكِنانة - وبشير يومئذ بالحيرة - فاستبطن فُرات بادَقْلى، وأرسل إلى جرير ومَن معه: إنَّا جاءنا أمر لم نستِطع معه المقام حتى تقدموا علينا. فعجِّلوا اللّحاق بنا، وموعدكم البُوَيب.


= عدة من قتل من الأنصار وزاد: ويوم مؤتة سبعون، وصححه أبو عوانة وأخرجه الحاكم في (الإكليل) ولفظه (عن أنس أنه كان يقول: يا رب سبعين من الأنصار يوم أحد، وسبعين يوم بئر معونة، وسبعين يوم مؤتة، وسبعين يوم مسيلمة) ثم أخرج من طريق إبراهيم بن المنذر أن هذه الزيادة خطأ - ثم أسند من وجهين عن سعيد بن المسيب فذكر بدل يوم مؤتة يوم جسر أبي عبيد، قال إبراهيم بن المنذر: وهذا هو المعروف. قلت (ابن حجر): وهي وقعة بالعراق كانت في خلافة عمر. اهـ. (فتح الباري ٧/ ٣٧٦).
قلنا: وكذلك ذكر ابن عساكر بعث عمر لأبي عبيد الثقفي إلى العراق ضمن أحداث سنة ثلاث عشرة اعتمادًا على ما ذكره خليفة بن خياط، ونقل ابن عساكر عن ابن إسحاق قوله: (وفيها "أي ١٣") بعث عمر أبا عبيد بن مسعود الثقفي إلى العراق، فلقي جابان بين الحيرة والقادسية ففض جمعه وأسره وقتل مردانشاه ففدى جابان نفسه بغلامين وهو لا يعرف. قال: ثم سار إلى كسكر فلقي نرسي فهزمهم الله - ثم أغار على مسلحة بالسن فانهزموا (مختصر تأريخ دمشق لابن منظور ١٩/ ٢٧).
والحديث الذي أخرجه البلاذري في فتوح البلدان (كما ذكرنا) من طريق أبي عبيد وجدناه بصيغة أوضح وأطول في كتاب الأموال (٨٤ / ح ٢١٨) إذ قال الإمام الحافظ أبو عبيد القاسم بن سلام: حدثني محمد بن كثير عن زائدة بن قدامة عن إسماعيل بن قيس قال: عبر أبو عبيد بانقيا في ناس من أصحابه فقطع المشركون الجسر، فأصيب ناس من أصحابه ثم كان يوم مهران بعد ذلك فيهم يومئذ خالد بن عرفطة، والمثنى بعد حارثة وجرير بن عبد الله، قال قيس: فعبر إليهم المشركون فأصيب منهم يومئذ مهران وهم عند النخيلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>