٣ - وقد ذكر خليفة بن خياط نحوًا مما ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب من طريق بكر عن ابن إسحاق معضلًا ثم ذكر بعد ذلك أن القتل استحرّ في المسلمين فمضوا نحو الجسر، وفي نهاية المعركة عقد المثنى الجسر وعبر المسلمون واستشهد يومئذ من المسلمين ألف وثمانمئة ويقال أربعة آلاف بين قتيل وغربق، وانحاز بالناس المثنى بن حارثة الشيباني فبعث عمر جرير بن عبد الله البجلي. وقد ذكر خليفة هذه الرواية بلا إسناد ولكنه أسنده آخرًا إذ قال: وقال الوليد بن هشام عن أبيه عن جده نحو ذلك وإن لم يذكر خليفة سنده عن الوليد بن هشام في هذه الرواية والله أعلم (تأريخ خليفة / ص ١٢٥). وكذلك ذكر الذهبي وقعة الجسر في أحداث سنة أربع عشرة ولكنه عندما تحدث عنها بالتفصيل أكّد سنة ثلاث عشرة وذكر أربع عشرة بصيغة التمريض فقال: كان عمر قد بعث في سنة ثلاث عشرة جيشًا، عليهم أبو عبيد الثقفي، فلقي جابان في سنة ثلاث عشرة، وقيل: في أول سنة أربعة عشرة (تأريخ الإسلام / عهد الخلفاء الراشدين / ١٢٧). ٤ - وذكر البلاذري في فتوح البلدان (ص ٣٥٠ - ٣٥١) هذه الوقعة وسمّاها (يوم قُسّ الناطف وهو يوم الجسر) بلا إسناد ثم ذكر رواية مسندة في ص (٣٣٥) حدثني أبو عبيد القاسم بن سلّام قال: حدثنا محمد بن كثير، عن زائدة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن حازم قال: عبر أبو عبيد في ناسٍ من أصحابه فقطع المشركون الجسر، فأصيب ناس من أصحابه، قال إسماعيل وقال أبو عمرو الشيباني: كان يوم مهران في أول السنة والقادسية في آخرها. اهـ. وإسناده صحيح. ٥ - وأخرج البلاذري في فتوح البلدان (٣٥٤) حدثني عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا داود بن أبي هند قال: أخبرني الشعبي: أن عمر وجّه جرير بن عبد الله إلى الكوفة بعد قتل أبي عبيد أوّل من وجّه، وقال: هل لك في العراق وأنفلك الثلث بعد الخمس؟ قال: نعم -وخبر وقعة الجسر ذكره الدينوري كذلك في الأخبار الطوال ص (١١٣) والنويري في نهاية الأرب (٢/ ١٨٣) والله تعالى أعلم - أما المدائني فقد ذكر كما نقل عنه الكلاعي أن تحرك عمر لهذا البعث إنما كان بكتاب المثنى إليه يستمده ويحرضه على أرض فارس واستعمل على البعث أبا عبيد بن مسعود الثقفي الاكتفاء / ٤/ ١١٥) أما خبر نجران فسنعود إليه لاحقًا إن شاء الله. ٦ - قال الحافظ ابن حجر في شرحه لصحيح البخاري كتاب المغازي باب من قتل من المسلمين يوم أحد: ووقع عند أحمد من طريق حماد عن ثابت عن أنس نحو حديث قتادة في =