للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ٤ - أن لا تكون الرواية في مسائل الحلال والحرام.
٥ - وبعد ما سبق: ألا تكون رواية سيف مخالفة لما هو أصح إسنادًا.
وسنذكر هنا ما يشهد لأصل القصة (أي وقعة الجسر) وأن عمرًا رضي الله عنه بعث أبا عيد بن مسعود ومعه المثنى بن حارثة وغيره وأنه رضي الله عنه استشهد بعد معركة حامية مع الفرس، ثم كان أنجى الله بقية المسلمين على يد المثنى ومن معه كما سنذكر:
١ - أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه بسند صحيح (١٢/ ٥٥٦ / ح ١٥٥٨٣) حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل بن قيس قال: كان أبو عبيد بن مسعود عبر الفرات إلى مهران فقطعوا الجسر خلفه فقتلوه هو وأصحابه قال: فأوصى إلى عمر بن الخطاب قال: فرثاه أبو محجن الثقفي فقال:
أمسى أبو خير خلاء بيوته ... بما كان يغشاه الجياع الأرامل
أمسى أبو عمر ولدى الجسر منهم ... إلى جانب الأبيات حرم ونابل
فما زلت حتى كنت آخر رائح ... وقتل حولي الصالحون الأماثل
وقد كنت في نحر خيارهم ... لدى القتل يرمى نحرها والشواكل
وأخرج بإسناد صحيح (١٢/ ٥٥٦ / ح ١٥٥٨٤) حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل عن قيس قال: عبر أبو عبيد بن مسعود يوم مهران في أناس فقطع بهم الجسر فأصيبوا قال: قال قيس: فلما كان يوم مهران؛ قال أناس فيهم خالد بن عرفطة لجرير: يا جرير لا والله لا نريم عن عرضتنا هذه، فقال: اعبر يا جرير بها إليهم، فقلت: أتريدون أن تفعلوابنا ما فعلوا بأبي عبيد، إنا قوم لسنا لساح أن نبرح أو أن نريم العرصة حتى يحكم الله بيننا وبينهم، فعبره المشركون فأصيب يومئذ مهران وهم عند النخيلة، وإسناده صحيح.
٢ - وأخرج الطبري في تفسيره (١٣/ ٤٣٩ / ح ١٥٨١٢) حدثني يعقوب قال حدثنا ابن علية قال حدثنا ابن عون عن محمد: أن عمر رحمة الله عليه بلغه قتل أبي عبيد فقال: لو تحيّز إليّ، إن كنت لفئة! وإسناده صحيح.
وأخرجه كذلك ابن أبي شيبة في مصنفه (١٢/ ٥٥٧ / ح ١٥٥١٧). ثنا وكيع قال ثنا ابن عون عن ابن سيرين قال: لما بلغ عمر قتل أبي عبيد الثقفي، قال: إن كنت له فئة لو انحاز إليّ. وأخرجه ابن الأثير الجزري في أسد الغابة في ترجمة أبي عبيد بن مسعود (٦/ ٢٠١ / ت ٦٠٨٣) بسنده المتصل من طريق عبد الله بن المبارك عن عبد الله بن عون عن محمد بن سيرين به ونقل ابن حجر في الإصابة عن البلاذري قوله: يقال إن الفيل برك على أبي عبيد فمات تحته فأخذ الراية أخوه الحكن فقُتل، فأخذها جبير بن أبي عبيد فقتل (الإصابة ٦/ ٢٢٣ / ت ١٠٢٢٦).
وقال ابن عبد البر في ترجمته: صاحب يوم الجسر المعروف بجسر أبي عبيد. وقال أيضًا: وولى (أي عمر) أبا عبيد بن مسعود الثقفي وذلك سنة ثلاث عشرة فلقي أبو عبيد جابان بين الحيرة والقادسية ففض جمعه، وقتل أصحابه، وأسره ففدى جابان نفسه منه، ثم جمع =

<<  <  ج: ص:  >  >>