للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مضرَ ألفان، وخمسمئة من قيس، وخمسمئة من تميم، وألف من بني ضبّة، وخمسمئة من بكر بن وائل. وقيل: قتِل من أهل البصرة في المعركة الأولى خمسة آلاف، وقتل من أهل البصرة في المعركة الثانية خمسة آلاف، فذلك عشرة آلاف قتيل من أهل البصرة، ومن أهل الكوفة خمسة آلاف. قالا: وقُتل من بني عديّ يومئذ سبعون شيخًا، كلهم قد قرأ القرآن، سوى الشّباب ومن لم يَقرأ القرآن.

وقالت عائشة رضي الله عنها: ما زلتُ أرجو النصرَ حتى خفيتْ أصواتُ بني عديّ (١). (٤: ٥٣٩).

دخول عليّ على عائشة وما أمر به من العقوبة فيمن تناولها

١٠٤٤ - كتب إليّ السريّ، عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحة، قالا: ودخل عليّ البصرة يومَ الإثنين، فانتهى إلى المسجد، فصلى فيه، ثم دخل البصرة، فأتاه الناس، ثم راح إلى عائشة على بغلته، فلما انتهى إلى دار عبد الله بن خلف -وهي أعظم دار بالبصرة- وجد النِّساءَ يبكين على عبد الله، وعثمان ابني خَلَف مع عائشة، وصفيّةُ ابنة الحارث مختمِرة تبكي، فلما رأته قالت: يا عليّ! يا قاتلَ الأحبّة! يا مفرّق الجمع! أيتمَ اللهُ بَنيك منك كما أيتمتَ ولدَ عبد الله منه! فلم يردّ عليها شيئًا، ولم يزل على حاله حتى دخل على عائشة، فسلَّم عليها، وقعدَ عندها، وقال لها: جَبَهَتْنَا صفيّة، أما إني لم أرها منذ كانت جاريةً حتى اليوم، فلما خرج عليّ؛ أقبلت عليه، فأعادت عليه الكلام، فكفّ بغلته وقال: أمَا لهمَمْتُ -وأشار إلى الأبواب من الدار- أن افتح هذا الباب وأقتلَ من فيه، ثم هذا فأقتل مَن فيه، ثم هذا فأقتل من فيه -وكان أناس من الجرحَى قد لجؤوا إلى عائشة، فأخبِر عليٌّ بمكانهم عندها، فتغافل عنهم- فسكتت. فخرج عليُّ، فقال رجل من الأزد: واللهِ لا تُفلتنَا هذه المرأة. فغضب وقال: صَه! لا تَهْتِكُنّ سترًا، ولا تَدخُلنّ دارًا، ولا تُهيِّجُنّ امرأةً بأذَى، وإن شَتَمن أعراضَكم، وسفَّهن أمراءَكم، وصُلَحاءكم، فإنهنّ ضعاف؛ ولقد كنا نؤمر بالكفّ عنهنّ، وإنهنّ لمشركات، وإن الرجل ليكافئ المرأة، ويتناولها


(١) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>