للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وامتناعه عليهم؛ فلما امتنع من ذلك راودوه على الإمْرة عليهم، على أن يدعوْ للمأمون بالخلافة؛ فأجابهم إلى ذلك (١).

[ذكر الخبر عن سبب ذلك وكيف كان الأمر فيه]

قد ذكرنا قبل ذلك سببَ إخراج أهل بغداد عليّ بن هشام من بغداد، ويذكر عن الحسن بن سهل أن الخبر عن إخراج أهل بغداد علي بن هشام من بغداد لما اتصل به وهو بالمدائن انهزم حتى صار إلى واسط وذلك في أول سنة إحدى ومائتين.

وقد قيل إن سبب إخراج أهل بغداد علي بن هشام من بغداد كان أنّ الحسن بن سهل وجّه محمد بن خالد المرورّوذيّ بعدما قُتل أبو السرايا، أفسده وولّى عليّ بن هشام الجانب الغربيّ من بغداد وزهير بن المسيّب يلي الجانب الشرقيّ، وأقام هو بالخيزرانيّة، وضرب الحسنُ عبد الله بن عليّ بن عيسى بن ماهان حدًّا بالسياط، فغضب الأبناء، فشغب الناس، فهرب إلى برْبَخا ثم إلى باسَلَامَا، وأمر بالأرزاق لأهل عسكر المهديّ، ومنع أهل الغربيّ، واقتتل أهل الجانبين، ففرّق محمد بن أبي خالد على الحربيّة مالًا، فهُزم عليّ بن هشام، فانهزم الحسن بن سهل بانهزام عليّ بن هشام، فلحق بواسط، فتبعه محمد بن أبي خالد بن الهندوان مخالفًا له؛ وقد تولّى القيام بأمر الناس، وولّى سعيد بن الحسن بن قحطبة الجانب الغربيّ ونصر بن حمزة بن مالك الشرقيّ، وكنفه ببغداد منصور بن المهديّ وخزيمة بن خازم والفضل بن الربيع.

وقد قيل إنّ عيسى بن محمد بن أبي خالد قدم في هذه السنة من الرّقّة، وكان عند طاهر بن الحسين، فاجتمع هو وأبوه على قتال الحسن، فمضَيا حتى انتهيا ومَنْ معهما من الحربيّة وأهل بغداد إلى قرية أبي قريش قرب واسط، وكان كلما أتيا موضعًا فيه عسكر من عساكر الحسن فيكون بينهما فيه وقعة، تكون الهزيمة فيه على أصحاب الحسن.

ولما انتهى محمد بن خالد إلى دير العاقول، أقام به ثلاثًا، وزهير بن


(١) انظر المنتظم لابن الجوزي (١٠/ ٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>