للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا بَنِي طاهرٍ كلُوهُ وَبِيًّا ... إن لحمَ النبِيِّ غيرُ مَريِّ

إنَّ وِترًا يكون طالِبَهُ اللـ ... ـهُ لَوترٌ نجاحُهُ بالحَرِيِّ

وكان المستعين قد وجّه كلباتكين مددًا للحسين ومستظهرًا به، فلحق حسينًا بعدما هُزم القوم وقتل يحيى بن عمر، فمضى ومعهم حاجب صاحب بريد الكوفة فلقيَ جماعة ممّن كان مع يحيى بن عمر، ومعهم أسوقة وأطعمة يريدون عسكر يحيى؛ فوضع فيهم السَّيْف فقتلهم، ودخل الكوفة؛ فأراد أن ينهبها ويضعَ السيف في أهلها، فمنعه الحسين، وآمن الأسودَ والأبيض بها؛ وأقام أيامًا ثم انصرف

عنها (١).

* * *

[[ذكر خبر خروج الحسن بن زيد العلوي]]

وفي هذه السنة كان خروج الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب في شهر رمضان منها (٢).

* ذكر الخبر عن سبب خروجه!

حدّثني جماعة من أهل طَبرِستان وغيرهم؛ أنّ سبب ذلك كانَ: أن محمد بن عبد الله بن طاهر لمّا جرى على يده ما جرى من قتْل يحيى بن عمر، ودخول أصحابه وجيشه الكوفةَ بعد فراغهم من قَتْل يحيى؛ أقطعه المستعين من صوافي السلطان بطبرستان قطائعَ؛ وأن من تلك القطائع التي أقطعها قطيعة فيما قرب من ثَغْرَيْ طبرستان ممّا يلي الدَّيْلَم؛ وهما كلار وسالوس، كان بحذائها أرض لأهْل تلك الناحية فيها مرافق، منها مُحْتَطبهم ومراعي مواشيهم ومسرح سارِحتهم؛ وليس لأحد عليها مُلْك؛ وإنما هي صحراء من موتان الأرض؛ غير أنها ذات غياض وأشجار وكلأ.

فوجّه - فيما ذكر لي - محمد بن عبد الله بن طاهر أخًا لكاتبه بشر بن هارون


(١) هذه التفاصيل الكثيرة التي استغرقت الصفحات (٢٦٦ - ٢٧١) انفرد بذكرها الطبري من بين المؤرخين المتقدمين الثقات والله تعالى أعلم وانظر المنتظم (١٢/ ٣٣ - ٣٤).
(٢) انظر المنتظم (١٢/ ٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>