الثالث: أنها وقعت سنة ستة عشرة وهو قول الواقدي وهو متروك. أما الطبري فقد اختار الرأي الأول إذ قال: والثبت عندنا أنها كانت في سنة أربع عشرة (تأريخ الطبري (٣/ ٥٩٠) وهذا الرأي هو الواضح من خلال مرويات سيف. وأما خليفة بن خياط فهو يوافق محمد بن إسحاق في أنها وقعت سنة خمس عشرة للهجرة (تأريخ خليفة / ١٣١) وكذلك ذكر الذهبي هذه المعركة ضمن أحداث سنة خمس عشرة (تاريخ الإسلام عهد الخلفاء / ١٤٢ - ١٤٤) أما الباقون فقد ذهبوا إلى ما رجحه الطبري؛ أي: أنها وقعت سنة (١٤ هـ) ومنهم ابن الجوزي في كتابه المنتظم (٤/ ١٦٠) وابن كثير في كتابه (البداية والنهاية (٧/ ٤٨). وقال ابن كثير أيضًا: وهكذا وقعة القادسية عند بعض الحفاظ أنها كانت في أواخر هذه السنة (سنة خمس عشرة) وتبعهم في ذلك شيخنا الذهبي والمشهور أنها كانت في سنة أربع عشرة كما تقدم (البداية والنهاية ٧/ ٦٣). ولقد ناقش الأستاذ المؤرخ (أحمد عادل كمال) هذه المسألة في كتابه القيّم (القادسية). قلنا: ونميل نحن (المحققان) إلى كونها وقعت سنة (١٤ هـ) وأما قول من قال بأنها حدثت سنة (١٦ هـ) فبعيد والله تعالى أعلم. (١) إسناده ضعيف.