للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٤٩ / أ - قال: والثَّبَت عندنا: أنَّها كانت في سنة أربع عشرة.

وأما محمد بن إسحاق فإنه قال: كانت سنة خمس عشرة، وقد مضى ذكري الروايةَ عنه بذلك. (٣: ٥٩٠).

[ذكر أحوال أهل السواد]

١٥٠ - كتب إليَّ السَّريُّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد بن قيس، عن عامر الشَّعبيّ، قال: قلت له: السّواد ما حاله؛ قال: أخِذ عَنْوَةً، وكذلك كلّ أرض إلّا الحصون، فجلا أهلها؛ فدُعوا إلى الصّلح والذمة، فأجابوا وتراجعوا، فصاروا ذمَّة، وعليهم الجِزاء، ولهم المَنَعة، وذلك هو السنَّة، كذلك صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدُومة، وبقيَ ما كان لآل كسرى ومَن خرج معهم فيئًا لمن أفاءه الله عليه (١). (٣: ٥٨٧).

١٥١ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن بن أبي الحسن، قال: عامَّة ما أخذ المسلمون عَنْوة فدعوهم إلى


= الثاني: أنها وقعت سنة خمسة عشرة وبهذا قال ابن إسحاق.
الثالث: أنها وقعت سنة ستة عشرة وهو قول الواقدي وهو متروك.
أما الطبري فقد اختار الرأي الأول إذ قال: والثبت عندنا أنها كانت في سنة أربع عشرة (تأريخ الطبري (٣/ ٥٩٠) وهذا الرأي هو الواضح من خلال مرويات سيف.
وأما خليفة بن خياط فهو يوافق محمد بن إسحاق في أنها وقعت سنة خمس عشرة للهجرة (تأريخ خليفة / ١٣١) وكذلك ذكر الذهبي هذه المعركة ضمن أحداث سنة خمس عشرة (تاريخ الإسلام عهد الخلفاء / ١٤٢ - ١٤٤) أما الباقون فقد ذهبوا إلى ما رجحه الطبري؛ أي: أنها وقعت سنة (١٤ هـ) ومنهم ابن الجوزي في كتابه المنتظم (٤/ ١٦٠) وابن كثير في كتابه (البداية والنهاية (٧/ ٤٨).
وقال ابن كثير أيضًا: وهكذا وقعة القادسية عند بعض الحفاظ أنها كانت في أواخر هذه السنة (سنة خمس عشرة) وتبعهم في ذلك شيخنا الذهبي والمشهور أنها كانت في سنة أربع عشرة كما تقدم (البداية والنهاية ٧/ ٦٣).
ولقد ناقش الأستاذ المؤرخ (أحمد عادل كمال) هذه المسألة في كتابه القيّم (القادسية).
قلنا: ونميل نحن (المحققان) إلى كونها وقعت سنة (١٤ هـ) وأما قول من قال بأنها حدثت سنة (١٦ هـ) فبعيد والله تعالى أعلم.
(١) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>