فهي طالق ثلاثًا ألبتة طلاق الحرَج، لا مثنويّة فيها. والله عليكم بذلك كفيل وراعٍ، وكفى بالله حسيبًا.
* * *
[نسخة الشرط الذي كتبه عبد الله أبن أمير المؤمنين بخط يده في الكعبة]
هذا كتاب لعبد الله هارون أمير المؤمنين، كتبه له عبد الله بن هارون أمير المؤمنين، في صحّةٍ من عقله، وجوازٍ من أمر، وصدقِ نيّة فيما كتب في كتابه هذا، ومعرفة بما فيه من الفضل والصلاح له ولأهل بيته وجماعة المسلمين. إن أمير المؤمنين هارون ولاني العهد والخلافة وجميع أمور المسلمين في سلطانه بعد أخي محمد بن هارون، وولّاني في حياته ثغورَ خُراسان وكورها وجميع أعمالها، وشرط على محمد بن هارون الوفاءَ بما عقد لي من الخلافة وولاية أمور العباد والبلاد بعده، وولاية خراسان وجميع أعمالها، ولا يعرض لي في شيء مما أقطعني أمير المؤمنين، أو ابتاع لي من الضياع والعُقَد والرّباع أو ابتعت منه من ذلك، وما أعطاني أمير المؤمنين من الأموال والجوهر والكساء والمتاع والدوابّ والرّقيق وغير ذلك، ولا يعرض لي ولا لأحد من عمّالي وكتّابي بسبب محاسبة، ولا يتَّبع لي في ذلك ولا لأحد منهم أبدًا، ولا يُدخل عليّ ولا عليهم ولا على مَنْ كان معي ومن استعنتُ به من جميع الناس مكروهًا؛ في نفس ولا دمٍ ولا شعر ولا بشر ولا مال، ولا صغير من الأمور ولا كبير. فأجابه إلى ذلك، وأقرّ به وكتب له كتابًا، أكّد فيه على نفسه ورضيَ به أميرُ المؤمنين هارون وقبله، وعرف صدق نيّته فيه. فشرطتُ لأمير المؤمنين وجعلت له على نفسي أن أَسمع لمحمد وأطيع ولا أعصيه، وأنصحه ولا أغشّه، وأوفي بيعته وولايته، ولا أغدر، ولا أنكُث، وأنفِذُ كتبَه وأموره، وأحسن موازرته وجهاد عدوّه في ناحيتي، ما وفَى لي بما شرط لأمير المؤمنين في أمري، وسمَّى في الكتاب الذي كتبه لأمير المؤمنين، ورضي به أميرُ المؤمنين، ولم يتّبعني بشيء من ذلك، ولم ينقض أمرًا من الأمور التي شرطها أمير المؤمنين لي عليه.
فإن احتاج محمد بن أمير المؤمنين إلى جندٍ، وكتب إليّ يأمرني بإشخاصه