للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هدمها المغيرة أخذ مالها وحُلِيَّها وأرسل إلى أبي سفيان وحليُّها مجموع، ومالُها من الذهب والجَزْع، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا سفيان أن يقضيَ من مال اللات دينَ عروة والأسود ابْنَي مسعود، فقضى منه دينهما.

وفي هذه السنة غَزَا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - غزوة تبوك (١). (٣: ٩٩/ ١٠٠).

[ذكر الخبر عن غزوة تبوك]

٣٥٩ - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلَمة عن محمد بن إسحاق، قال: أقامَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة بعد منصَرفه من الطائف ما بين ذي الحجة إلى رجب (٢). (٣: ١٠٠).

٣٦٥ - ثم أمر النَّاس بالتهيُّؤ لغزو الروم، فحدَّثنا ابن حميد، قال: حدَّثنا سلَمة عن محمد بن إسحاق، عن الزُّهريّ ويزيد بن رومان وعبد الله بن أبي بكر وعاصم بن عمر بن قتادة وغيرهم؛ كلٌّ قد حدَّث في غزوة تبوك ما بلَغه عنها،

وبعض القوم يحدّث ما لم يحدّث بعض، وكلٌّ قد اجتمع حديثه في هذا الحديث: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أمرَ أصحابه بالتهيُّؤ لغزو الرُّوم، وذلك في زمن عُسْرة من الناس، وشدّة من الحرّ، وجَدْب من البلاد؛ وحين طابت الثمار، وأحِبَّت الظلال؛ فالناس يحبُّون المقام في ثمارهم وظلالهم، ويكرهون الشخوص عنها على الحال من الزمان الذي هم عليه، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قلَّما يخرج في غزوة إلَّا كنى عنها، وأخبر أنه يريد غير الذي يصمد له؛ إلَّا ما كان من غزوة تبوك، فإنه بيَّنها للناس لبُعْدِ الشُّقَّة وشدّة الزمان وكثرة العدوّ الذي يصمد له، ليتأهَّبَ الناس لذلك أهبتَه، وأمر الناس بالجهاز، وأخبرهم أنه يريد الروم.

فتجهَّز الناس على ما في أنفسهم من الكُرْه لذلك الوجه لما فيه؛ مع ما عظَّموا من ذكر الرّوم وغزوهم؛ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم وهو في جهازه ذلك للجَدّ بن قيس أخي بني سلمة: هل لك يا جدّ العامَ في جلاد بني الأصفر؟ فقال: يا رسول الله، أوَ تأذَنُ لي ولا تفتنّي! فوالله لقد عرف قومي ما رجلٌ أشدّ عجبًا


(١) إسناد مرسل ضعيف.
(٢) إسناد معضل ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>