للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان على المدينة في هذه السنة مَرْوانُ بن الحَكَم، وعلى الكوفة عبد الله خالد بن أسيد؛ وقال بعضهم: كان عليها الضحاك بن قيس، وعلى البصرة عبدُ الله بن عَمرو بن غَيلان (١). (٥: ٢٩٨).

[ثم دخلت سنة ست وخمسين]

[(ذكر خبر البيعة ليزيد بولاية العهد)]

وفيها دعا معاوية الناس إلى بيعة ابنه يزيد من بعده وجعله ولي العهد (٢).


= ذكرنا ثبوت ولاية مروان على المدينة في عهد معاوية كما عند البخاري - وأما سعيد بن العاص فقد ذكر ابن كثير رواية من طريق سفيان الثوري عن سالم بن أبي حفصة عن أبي حازم قال: رأيت الحسين بن علي قدّم يومئذ سعيد بن العاص فصلّى على الحسين وقال لولا أنها سنة ما قدمته (البداية والنهاية ٨/ ٤٦).
قلنا: وفي إسناده سالم بن أبي حفصة صدوق في الحديث إلا أنه شيعي غالي (التقريب / ت ٢١٧١).
قلنا: ومغالاته في التشيع واضح في هذه الرواية وإن كان الشطر الأول منه صحيحًا.
(١) صحيح.
(٢) أخرج الطبري أربع روايات في هذه المسألة أسانيدها ضعيفة جدًّا وسنذكر هنا أصح ما ورد في الباب (وإن كان فيه مقال والله أعلم).
١ - أما معاوية رضي الله عنه فقد أجمع أهل الحل والعقد على بيعته أميرا للمؤمنين بعد أن صالحه سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما وسلّم له الخلافة ولم يكن ببال معاوية في بداية حكمه أن يولي ابنه يزيد ولكن تولدت في ذهنه هذه الفكرة فيما بعد فقد ذكر الحافظ ابن كثير عن عبد الملك بن عمير عن قبيصة بن جابر قال: بعثني زياد في شغل إلى معاوية، فلما فرغت من أمري قلت: يا أمير المؤمنين لمن يكون الأمر من بعدك؟ فسكت ساعة ثم قال: يكون بين جماعة إما كريم قريش سعيد بن العاص، وإما فتى قريش حياء ودهاء وسخاء، عبد الله بن عامر وإما الحسن بن علي فرجل سيد كريم وإما القارئ لكتاب الله الفقيه في دين الله الشديد في حدود الله مروان بن الحكم وإما رجل فقيه عبد الله بن عمر، وإما رجل يتردد الشريعة مع دواهي السباع ويروغ روغان الثعلب فعبد الله بن الزبير (البداية والنهاية ٨/ ٨٨).
قلنا: وعبد الملك وقبيضة كلاهما ثقة فإن صحّ هذا يعني أن أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه كان لا يفكر في تولية ابنه يزيد حتى وفاة الحسن بن علي رضي الله عنه لأن سياق الرواية يدل على أن الحسن كان حيًّا في حينه.
٢ - وعلى ما يبدو (والله أعلم) فإن مشاركة ابنه يزيد مع كبار الصحابة في غزو القسطنطينية =

<<  <  ج: ص:  >  >>