للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة سبع وتسعين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث]

ففي هذه السنة لحق القاسم بن هارون الرشيد ومنصور بن المهديّ بالمأمون من العراق، فوجّه المأمون القاسم إلى جرجان.

* * *

[[ذكر خبر حصار الأمين ببغداد]]

وفيها حاصر طاهر وهَرْثمة وزهير بن المسيّب محمد بن هارون ببغداد (١).

ذكر الخبر عما آل إليه أمر حصارهم في هذه السنة، وكيف كان الحصار فيها:

ذكر محمد بن يزيد التميمي وغيره أن زهير بن المسيب الضبي نزل قصر رقة كلواذى، ونصب المجانيق والعرّادات واحتفر الخنادق، وجعل يخرج في الأيام عند اشتغال الجند بحرب طاهر، فيرمى بالعرّادات مَنْ أقبل وأدبر، ويعشر أموال التجار ويجبي السفن، وبلغ من الناس كل مبلغ؛ وبلغ أمرُه طاهرًا وأتاه الناس فشكوا إليه ما نزل بهم من زهير بن المسيب، وبلغ ذلك هرثمة، فأمده بالجند، وقد كاد يؤخذ، فأمسك عنه الناس، فقال الشاعر من أهل الجانب الشرقي - لم يعرف اسمه - في زهير وقتله الناس بالمجانيق:

لا تَقْرَبِ المَنجنيقَ والحجَرا ... فقد رأيْتَ القتيلَ إذ قُبرَا

باكَرَ كيْ لا يفوتَه خبرٌ ... راحَ قتيلًا وخَلَّفَ الخبرَا

ماذا به كان من نشاطٍ ومنْ ... صحّةِ جسمٍ به إذا ابتكرَا

أرادَ ألَّا يقال كان له ... أمر فلم يَدْرِ مَن به أَمرَا

يا صاحبَ المِنجنيق ما فَعَلتْ ... كفَاكَ، لمْ تُبقيَا ولم تَذَرَا

كانَ هَوَاهُ سوَى الَّذي قُدِرَا ... هَيْهَاتَ لَنْ يَغلِبَ الهَوى القدَرَا

ونزل هرثمة نهر بين، وجعل عليه حائطًا وخندقًا، وأعدّ المجانيق والعرّادات، وأنزل عبيد الله بن الوضّاح الشمّاسيّة، ونزل طاهر البُستان بباب


(١) وأيد خليفة ذلك (تاريخ خليفة/ ٣١٠) وأبو حنيفة الدينوري في الأخبار الطوال/ ٣٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>