للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمشرق كله إلى الحجاج (١). (٦: ٤٩١).

[ثم دخلت سنة خمس وتسعين ذكر الأحداث التي كانت فيها]

ففيها كانت غَزْوة العباس بن الوليد بن عبد الملك أرضَ الرّوم، ففتَحَ اللهُ على يديه ثلاثةَ حُصون فيما قيل: وهي: طولس، والمرزبانين، وهَرَقْلة، وفيها فتح آخر الهند إلا الكَيرَج والمَنْدَل. (٦: ٤٩٢).

[بقية الخير عن غزو الشاش]

وفيها غزا قُتيبة بن مُسلِم الشاش.

ذكر الخبر عن غزوته هذه:

رجع الحديث إلى حديث عليّ بن محمد، قال: وبعث الحجاج جيشًا من العراق فقدموا على قتيبة سنة خمس وتسعين، فغزا، فلما كان بالشاش -أو بكُشماهن- أتاه موتُ الحجاج في شوّال، فغمَّه ذلك، وقَفَل راجعًا إلى مَرْوَ.

وتمثل:

لَعمري لنِعمَ المرءُ من آلِ جَعفَرٍ ... بحَورَانَ أمسى أعلَقَتْه الحَبَائلُ

فإنْ تَحْيَ لا أملَلْ حياتي وإن تَمُتْ ... فما في حَيَاة بَعد مَوتِكَ طائلُ

قال: فرجع بالناس ففرّقهم، فخلَّف في بخارَى قومًا، ووجّه قومًا إلى كسّ ونَسَف، ثمّ أتَى مَرْوَ فأقام بها، وأتاه كتابُ الوليد: قد عَرَف أميرُ المؤمنين بلاءَك وجِدك في جهادِ أعداء المسلمين، وأمير المؤمنين رافعُك وصانع بك كالذي يجب لك، فالمم مغازيك، وانتظرْ ثوابَ ربك، ولا تغب عن أمير المؤمنين كتبَك؛ حتى كأني أنظرُ إلى بلادك والثغر الذي أنتَ به (٢). (٦: ٤٩٢ - ٤٩٣).

وفيها مات الحجاج بن يوسفَ في شوّال - وهو يومئذ ابن أربع وخمسين سنة


(١) انظر قوائم الولاة حقًّا.
(٢) وقال خليفة: وفيها (٩٥) غزا قتيبة الشاش غزوة ثانية فأتته وفاة الحجاج فرجع إلى مروان.
[تاريخ خليفة (ص ٣١٢)].

<<  <  ج: ص:  >  >>