قلنا: ولمسيرة الحجاج أثر سيئ في تاريخ الأمويين، وبقي ذلك الأثر السَّيئ في أذهان الناس، وكان عاملًا من العوامل التي دفعت بالأمة إلى نصرة وتأييد الدعوة إلى الرضا من آل محمد والذي قام بأعبائه بنو العباس كما سنذكر عند حديثنا عن أسباب انحسار بني أمية وظهور بني العباس، وتسلمهم إدارة الخلافة فيما بعد. وللإمام الذهبي تقييم بعبارات وجيزة لخص فيها أعمال الحجاج وذكر رأيه فيه كإمام حافظ ناقد مؤرخ: قال الذهبي: أهلكه الله في رمضان سنة خمس وتسعين كهلًا وكان ظلومًا جبارًا ناصبيًا خبيثًا سافكًا للدماء، وكان ذا شجاعة وإقدام ومكر ودهاء وفصاحة وبلاغة وتعظيمًا للقرآن، قد سُمَتُ من سوء سيرته في تاريخي الكبير وحصاره لابن الزبير بالكعبة، ورميه إياها بالمنجنيق وإذلاله لأهل الحرمين ثم ولايته على العراق والمشرق كله عشرين سنة، وحروب ابن الأشعث له، وتأخيره للصلوات إلى أن استأصله الله فنسبُه ولا نُحبّه بل نبغضه في الله فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان. وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبه وأمره إلى الله وله من توحيد في الجملة، ونظراء ظلمة الجبابرة والأمراء. [سير أعلام النبلاء (٤: ٣٤٣: تر ١١٧)].