للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خبر إمارة عمر بن عبد العزيز على المدينة]

وفي هذه السنة ولّى الوليدُ عمرَ بنَ عبد العزيز المدينة، قال الواقديّ: قدمها واليًا في شهر ربيع الأوّل؛ وهو ابن خمس وعشرين سنة، وُلد سنة اثنتين وستين (١). (٦: ٤٢٧).

[خبر صلح قتيبة ونيزك]

وفي هذه السنة قَدِم نَيزَك على قُتيبة، وصالح قتيبةُ أهلَ باذَغيس على ألّا يَدخُلها قتيبة.

ذكر الخبر عن ذلك:

ذَكَر عليّ بن محمد أن أبا الحَسَن الجُشميّ أخبَرَه عن أشياخ من أهل خُراسان، وجبلة بن فرّوخ عن محمد بن المثنّى، أنّ نيزك طَرْخان كان في يديه أسراءُ من المسلمين، وكتب إليه قُتيبة حينَ صالح مَلِكَ شُومان فيمن في يدَيه من أسرَى المسلمين أن يُطلِقهم، ويهدّده في كتابه، فخافَه نيزك، فأطلق الأسرى، وبَعث بهم إلى قتيبة، فوجّه إليه قتيبة سُليمًا الناصح مولَى عُبيد الله بن أبي بَكرة يدعوه إلى الصّلح وإلى أن يؤمِّنه، وكتب إليه كتابًا يحلِف فيه بالله: لئن لم يقدم عليه ليغزونّه، ثمّ ليطلبنّه حيث كان، لا يُقلع منه حتى يَظفَر به أو يموتَ قبل ذلك. فقَدم سُلَيم على نَيزَك بكتاب قتيبة - وكان يستنصحه - فقال له: يا سليم، ما أظنّ عند صاحبك خيرًا، كتَبَ إليّ كتابًا لا يُكتَب إلى مثلي! قال له سليم: يا أبا الهَيّاج، إنّ هذا رجل شديد في سلطانه، سَهْل إذا سُوهل، صعب إذا عُوسِر، فلا يمنعْك منه غلظة كتابه إليك، فما أحسن حالكَ عندَه وعندَ جميع مُضَر! فقَدِم نيزك مع سُلَيم على قُتيبة، فصالحه أهلُ باذَغيس في سنة سبع وثمانين على ألّا يَدخُل باذَغيس (٢). (٦: ٤٢٨ - ٤٢٩).


(١) وكذلك أرخ الحافظ ابن كثير لمقدم عمر أميرًا على المدينة. [البداية والنهاية (٧: ٢٢١)].
(٢) قال خليفة: فيها (٨٧ هـ) قدم نيزك طرخان على قتيبة بن مسلم فصالحه وأطلق من في يده من الأسارى. [تاريخ خليفة: ص ٣٠٣].

<<  <  ج: ص:  >  >>