للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونجا ظفر بن العلاء والحسين بن خالد ومَن معهما من أصحابهما، ولم يقتل منهم إلا من قتل في الوقعةِ الأولى وجاؤوا جميعًا إلى عسكر الأفشين؛ ومعهم النساء اللواتي أخذوهن.

[[ذكر خبر فتح البذ مدينة بابك]]

وفي هذه السنة فتحت البذ مدينة بابك، ودخلها المسلمون واستباحوها، وذلكَ في يوم الجمعة لعشر بَقِيْنَ من شهر رمضان في هذه السنة (١).

ذكر الخبر عن أمرها وكيف فُتِحَت والسبب في ذلك:

ذُكر أنَّ الأفشين لما عزم على الدنو من البذ والارتحال من كلان روذ جعل يُزحلف قليلًا قليلًا - على خلافِ زحفهِ قبل ذلك - إلى المنازل التي كان ينزلها؛ فكان يتقدم الأميال الأربعة، فيعسكر في موضع على طريق المضيق الذي ينحدر إلى روذ الرَّوذ، ولا يحفر خندفًا؛ ولكنهُ يقيم معسكرًا في الحسك، وكتب إليه المعتصم يأمرهُ أن يجعل الناسَ نوائبَ كراديس تقف على ظهور الخيل، كما يدور العسكر بالليل؛ فبعض القوم معسكرون وبعضٌ وقوف على ظهور دوابِّهم على ميل كما يدور العسكر بالليل والنهار مخافة البيات؛ كي إن دهمهم أمر يكون الناسُ على تعبية والرَّجالةُ في العسكر؛ فضجَّ الناسُ من التعب، وقالوا: كم نقعد ها هنا في المضيق ونحن قعود في الصحراء، وبيننا وبين العدو أربعة فراسخ، ونحن نفعل فعلًا؛ كأنَّ العدو بإزائنا! قد استحينا من الناس والجواسيس الذين يمرُّونَ بيننا وبينَ العدو أربعة فراسخ؛ ونحن قَدْ متنا من الفزع؛ أقدم بنا؛ فإمَّا لنا وإما علينا، فقال: أنا واللهِ أعلمُ أنَّ ما تقولون حقٌّ؛ ولكن أمير المؤمنين أمرني بهذا. ولا أجدُ منهُ بُدًّا.


(١) أكدَّ خليفة أصل الخبر فقال: وفيها (أي ٢٢٢ هـ) وقعة الأفشين بالكافر بابك فهزمه.
وحوى عسكره واستخرج من كان في بلادهِ من أسرى المسلمين وهرب بابك ثم ظفر به أسيرًا فكتب بالفتح إلى أمير المؤمنين [تأريخ خليفة/ ٣١٦) وانظر المنتظم [١١/ ٧٣] وانظر تعليقنا [٩/ ٥٤] [٩/ ٥١].

<<  <  ج: ص:  >  >>