للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي يوم الأحد لثلاث عشرة بقيت من ذي القعدة، وردت خريطة - فيما ذكر - من عمرو بن الليث على المعتضد، وهو في الحلبة، فانصرف إلى دار العامة، وقرئ الكتاب على القوّاد من عمرو بن الليث يُخبر فيه أنه وجّه في أثر رافع بعد الهزيمة محمد بن عمرو البلخيّ مع قائد آخر من قوّاده، وقد كان رافع صار إلى طوس فواقعوه، فانهزم واتبعوا أثرَه، فلحق بخُوارزم، فقتِل بخُوارزم، فأرسل بخاتمه مع الكتاب، وذكر أنه قد حمّل الرسول في أمر الرأس ما يُخبر به السلطان.

وفي يوم الجمعة لثمان بقين من ذي القعدة منها قُرئت الكتب على المنابر بقتل رافع بن هرثمة.

* * *

[ثم دخلت سنة أربع وثمانين ومئتين ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث الجليلة]

فمن ذلك ما كان من قدوم رسول عمرو بن الليث الصفار برأس رافع بن هرثمة في يوم الخميس لأربع خلوْن من المحرّم على المعتضد، فأمر بنصبه في المجلس بالجانب الشرقيّ إلى الظهر، ثم تحويله إلى الجانب الغربيّ، ونصبه هنالك إلى الليل، ثم ردّه إلى دار السلطان، وخُلع على الرسول وقت وصوله إلى المعتضد بالرأس (١).

وفي يوم الخميس لسبع خلون من صفر كانت ملحمة بين راغب ودميانة بطرَسوس، وكان سبب ذلك - فيما ذكر - أن راغبًا مولى الموفّق ترك الدعاء لخمارويه بن أحمد، ودعا لبدر مولى المعتضد، فوقع بينه وبين أحمد بن طُغان الخلاف؛ فلما انصرف ابن طغان من الفداء الذي كان في سنة ثلاث وثمانين ومئتين ركب البحر ولم يدخل طَرَسوس، ومضى وخلّف دميانة للقيام بأمر طَرَسوس؛ فلما كان في صفر من هذه السنة، وجّه يوسف بن الباغمرديّ ليخلفه على طَرَسوس؛ فلما دخلها وقوِيَ به دميانة، كرهوا ما يفعله راغب من الدعاء


(١) انظر المنتظم (١٢/ ٣٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>