للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَتِ البِيض قد تغيّرَ بكرُ ... وبَدَا بعد وصلِه منه هجْرُ

ليس كالسيفِ مونِسٌ حين يَعُرو ... حادثٌ مُعضِلٌ ويَفدَحُ أَمْرُ

أوقَدوا الحربَ بيننا فاصْطَلَوْها ... ثم حاصُوا، فأَينَ منها المفَرُّ!

وبغَوْا شَرَّنا فهذا أوانٌ ... قد بدا شَرُّهُ ويتلوه شَرُّ

قد رأى النوشريُّ لمّا التقَينا ... مَن إِذَا أُشْرعَ الرّماحُ يفِرُّ

جاء في قَسطَلٍ لُهَامٍ فصُلْنا ... صَولةً دُونها الكمُاة تَهِرُّ

ولواءُ المُؤْشجِير أَفضَى إِلينا ... رُوِّيتْ عند ذاك بِيض وسُمرُ

غَرَّ بدْرًا حِلمِي وفضلُ أناتِي ... واحتمالي وذاك مما يَغُرُّ

سوف يَأتينَهْ شواذِبُ قُبٌّ ... لاحقات البطون جُونٌ وشقرُ

يتبَارَين كالسَّعَالي عليها ... من بني وائل أُسودٌ تَكُرّ

لست بكرًا إِنْ لم أَدعْهُمْ حديثًا ... ما سرَى كوكب وما كرَّ دَهْرُ

وفي يوم الجمعة لسبع خَلَوْنَ من شوّال من هذه السنة مات عليّ بن محمد بن أبي الشوارب، فحُمل إلى سامُرّا من يومه في تابوت، وكانت ولايتُه للقضاء على مدينة أبي جعفر ستة أشهر (١).

وفي يوم الإثنين لأربع بقين من شوّال منها دخل بغداد عمر بن عبد العزيز بن أبي دُلف قادمًا من أصبهان، فأمر المعتضد - فيما ذكر - القوّاد باستقباله، فاستقبله القاسم بن عبيد الله والقوّاد، وقعد له المعتضد، فوصل إليه، وخلع عليه، وحمله على دابّة بسرْج ولجام محلّىً بذهب، وخلع معه على ابنين له وعلى ابن أخيه أحمد بن عبد العزيز وعلى نفسين من قوّاده، وأنزِل في الدار التي كانتْ لعبيد الله بن عبد الله عند رأس الجسر؛ وكانت قد فُرشت له.

وفي هذه السنة قرئ على القوّاد في دار المعتضد كتابٌ ورد من عمرو بن الليث الصفار؛ بأنه واقَعَ رافع بن هرثمة وهزمه، وأنه مرّ هاربًا وأنه عزم على أن يتبعه.

وكانت الوقعة لخمس بقين من شهر رمضان وقرئ الكتاب يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة خَلَتْ من ذي القعدة.


(١) لوفاته وترجمته انظر تأريخ بغداد (١٢/ ٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>