للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم دخلت سنة سبع وثمانين ومائة ذكر الخبر عمّا كان فيها من الأحداث

[[ذكر الخبر عن إيقاع الرشيد بالبرامكة]]

فمما كان فيها من ذلك قتل الرشيد جعفر بن يحيى بن خالد وإيقاعه بالبرامكة (١).

قال وقتل جعفر بن يحيى في ليلة السبت أول ليلة من صفر سنة سبع وثمانين ومائة وهو ابن سبع وثلاثين سنة. وكانت الوزارة إليهم سبع عشر سنة (٢).


(١) وقال خليفة وفيها (أي ١٨٧ هـ) قتل أمير المؤمنين جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك بالأنبار في أول ليلة من صفر [تأريخ خليفة / ٣٠٣] وانظر تعليقنا الآتي.
(٢) وكذلك قال خليفة دون ذكر سنيّ عمره يوم قتل وانظر خليفة (٣٠٣) وأخرج الخطيب البغدادي بسنده الموصول عن أبي حسان الزيادي قال سنة سبع وثمانين ومائة فيها قتل جعفر بن يحيى بن خالد في أول يوم من صفر بالغمر من أرض الأنبار [تأريخ بغداد / ٧/ ١٦٠ / تر ٣٦٠٦].
ولقد أورد الطبري أخبارًا عدة فيما يتعلق بالأسباب المباشرة وغير المباشرة لنكبة البرامكة وقتل جعفر. إلّا أنها مسلسلة بالمجاهيل فضلًا عن الإنقطاع أو الإعضال والمعروف عن الروايات التأريخية أنها إذا جاءت بهذه الأسانيد ففي متونها غرائب ومبالغات كثيرة - وقد ذكرناها في قسم الضعيف والمسكوت عنه إلّا أن الروايات التأريخية (بمجموعها) الواردة في الباب تؤكد أن جعفرًا أصبح منافسًا للخليفة لما له من المكانة في قلوب الناس بل أخذ يزاحمه في الإنفاق وإدارة الأمور حتى كاد يغلبه ولقد أجاد العلامة ابن خلدون في إجمال تلك الأسباب وقبل أن نذكر كلام ابن خلدون نذكر روايات أخرجها الخطيب أسانيدها أقرب إلى الصحة (بكثير) من أسانيد الطبري، قال الخطيب في ترجمة جعفر بن يحيى: كان (أي جعفر) من علو القدر ونفاذ الأمر وعظم المحل وجلالة المنزلة عند هارون الرشيد بحالة انفرد بها ولم يشارك فيها وكان سمح =

<<  <  ج: ص:  >  >>