للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها غَزا أيضًا مَسلمَةُ الرّوم، ففُتِح على يديه حُصونٌ ثلاثة: حِصن قُسْطَنْطِينة، وغَزالة، وحِصن الأخْرم، وقتل من المستَعربة نحوٌ من ألف مع سَبْي الذرّيّة، وأخذِ الأموال. (٦/ ٤٣٦).

[ثم دخلت سنة تسع وثمانين ذكر الخبر عن الأحداث التي كانت فيها]

[خبر غزو قتيبة بخارى]

وفي هذه السنة غزا قُتيبةُ بُخارى، ففتح راميثنه، ذكر عليّ بنُ محمّد عن الباهليّين أنهم قالوا ذلك، وأن قتيبة رَجَع بعدما فتحها في طريق بَلْخ، فلمّا كان بالفارِياب أتاه كتاب الحجّاج: أن رِدْ وَرْدان خُذَاه.

فرجع قتيبة سنة تسع وثمانين، فأتى زَمِّ، فقطع النهر، فلِقيَه السُّغد وأهل كِسّ ونَسَف في طريق المفازة، فقاتَلوه، فظَفِر بهم ومَضى إلى بُخارَى، فنَزل خَرْقانة السفْلى عن يمين وَرْدان، فلقوه بجمع كثير، فقاتَلَهم يومَين وليلَتين، ثمّ أعطاه الله الظَّفر عليهم؛ فقال نَهار بن تَوسِعَة:

وباتت لَهُمْ منَّا بخَرْقانَ لَيْلة ... ولَيْلَتُنا كانت بِخرْقان أَطْولَا

(٦/ ٤٣٩).

وقيل: كتَب إليه الحجاج أن كِسّ بكسّ وانسفْ نسَف ورِدْ وَرْدان، وإيّاك والتحويط، ودَعْني من بُنيّاتِ الطريق. (٦/ ٤٤٠).

* * *

خبر ولاية خالد القسريّ على مكة

وفي هذه السنة وليَ خالد بن عبد الله القَسْريّ مكّة فيما زعم الواقديّ، وذكَرَ أنّ عمر بن صالح حدّثه عن نافع مولَى بني مخزوم، قال: سمعت خالدَ بن عبد الله يقول على مِنبرِ مَكّة وهو يخطب:

أيّها الناس، أيّهما أعظَم؟ أخليفةُ الرّجل على أهله، أمْ رسوله إليهم؟ واللهِ لو لم تعلَموا فضْل الخَليفة، إلا أنّ إبراهيمَ خليلَ الرّحمن استَسْقى فسَقاه ملْحًا أجاجًا، واستسقاه الخليفةُ فَسَقاه عَذْبًا فراتًا، بِئرًا حَفَرَها الوليد بنُ عبد الملك

<<  <  ج: ص:  >  >>