للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بتوجيه والده عبد العزيز إيَّاه إليها وجنْدَيْ سابور وتُسْتَر، فجباها مئتي ألف دينار ثم انصرف.

وفي شهر رمضان منها شخص نوشرى إلى مُساور الشاري فلقيَه وهزمه، وقتل من أصحابه جماعة كثيرة.

وحجّ بالناس في هذه السنة عليّ بن الحسين بن إسماعيل بن العباس بن محمد (١).

[ثم دخلت سنة خمس وخمسين ومئتين ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث]

فمن ذلك ما كان من دخول مُفْلِح طبَرستان ووقْعة كانت بينه وبين الحسن بن زيد الطالبيّ، هزم فيها مُفْلح الحسنَ بن زيد فلحق بالدّيلم، ثم دخل مفلح آمُل، وأحرق منازل الحسن بن زيد، ثم توجّه نحو الديلم في طلب الحسن بن زيد (٢).

* * * *

[ذكر خبر استيلاء يعقوب بن الليث على كرمان] (٣)

وفيها كانت وقعة بين يعقوب بن الليث وطوق بن المغلِّس خارج كِرْمان أسر فيها يعقوب طوقًا؛ وكان السبب في ذلك - فيما ذكر - أنّ عليّ بن الحسين بن قُرَيش بن شِبْل كتب إلى السلطان يخطُب كِرْمان - وكان قَبْل من عمّال آل طاهر - وكتب يذكر ضعف آل طاهر وقلة ضبطهم، بما إليهم من البلاد، وأنّ يعقوب بن الليث قد غلبهم على سجستان، وتباطأ على السلطان بتوجيه خراج فارس؛ فكتب السلطان إليه بولاية كِرْمان، وكتب إلى يعقوب بولايتها يلتمس بذلك إغراءَ كلِّ واحد منهما بصاحبه ليسقط مؤنة الهالك منهما عنه ويتفرّد بمُؤْنة الآخر؛ إذ كان كلّ واحد منهما عنده حربًا له وفي غير طاعته؛ فلما فعل ذلك بهما زحف يعقوب بن الليث من سِجِسْتان يريد كِرْمان، ووجّه عليّ بن الحسين طوق بن


(١) انظر البداية والنهاية [٨/ ٢٢٤].
(٢) المصدر السابق نفسه.
(٣) المصدر السابق نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>