ثلاثًا، فخرجا من عنده، وخاف بنو مروان أن يُخرج ما عندهم وفي أيديهم من الأموال وأن يَخلَع يزيدَ، فدسوا إليه مَنْ سقاه سُمًّا، فلم يَلبثْ بعد خروجهما من عنده إلَّا ثلاثًا حتى مات. (٦/ ٥٥٥ - ٥٥٦).
وفي هذه السنة أغزَى عمرُ بن عبد العزيز الوليدَ بن هشام المُعَيْطي وعمرَو بن قيس الكِنديّ من أهل حِمص الصائفةَ.
وفيها شخَصَ عمرُ بن هُبيرة الفَزاريّ إلى الجزيرة عاملًا لعمرَ عليها. (٦/ ٥٥٦).
[خبر القبض على يزيد بن المهلب]
ذكر الخبر عن سبب ذلك، وكيف وصل إليه حتى استوثق منه.
اختلف أهل السير في ذلك، فأما هشام بن محمد فإنه ذكر عن أبي مخنَف أنّ عمر بن عبد العزيز لما جاء يزيدُ بن المهلب فنزل واسطًا، ثم ركب السفن يريد البَصْرة، بعث عديّ بن أرطاة إلى البصرة أميرًا، فبعث عديّ موسى بن الوجيه الحميريّ، فلحقه في نهر مَعقِل عند الجِسر، جِسر البَصرة فأوثَقه، ثمّ - بعث به إلى عمر بن عبد العزيز، فقَدِم به عليه موسى بن الوجيه، فدعا به عمر بن عبد العزيز - وقد كان عمر يَبغَض يزيدَ وأهل بيته، ويقول: هؤلاء جَبابرة، ولا أحبّ مِثلَهم، وكان يزيد بن المهلب يَبغَض عمرَ ويقول: إني لأظنه مرائيًا، فلما ولي عمر عرف يزيدُ أن عمرَ كان من الرِّياء بعيدًا، ولما دعا عمر يزيد سأله عن الأموال التي كتب بها إلى سليمان بن عبد الملك، فقال: كنتُ من سليمان بالمكان الذي قد رأيت، وإنما كتبتُ إلى سليمانَ لأسمّع الناسَ به، وقد علمتُ أن سليمان لم يكن ليأخذَني بشيء سمعت، ولا بأمر أكرهه، فقال له: ما أجد في أمرك إلَّا حبسَك، فاتّق الله وأدّ ما قِبَلك، فإنها حقوقُ المسلمين، ولا يَسَعُني تَركُها، فَردَّه إلى محبِسه وبعث إلى الجرّاح بن عبد الله الحَكمي فسرّحه إلى خُراسان، وأقبل مخلد بن يزيدَ من خُراسان يُعطي الناسَ، ولا يمرّ بكُورة إلَّا أعطاهم فيها أموالًا عظامًا، ثمّ خرج حتى قدم على عمر بن عبد العزيز، فدخل عليه فحمِد الله وأثنى عليه ثمّ قال: إنّ الله يا أمير المؤمنين صَنَع لهذه الأمة بولايتك عليها، وقد ابتُلينا بك، فلا تكن أشقَى الناس