وفي هذه السنة حمل ولد حسن بن حسن بن عليّ من المدينة إلى العراق.
* ذكر الخبر عن سبب حملهم إلى العراق وما كان من أمرهم إذ حُملوا:
ذكر عمر، قال: حدّثني سوسى بن عبد الله، قال: حدّثني أبي عن أبيه، قال: لما حجّ أبو جعفر أرسل محمد بن عمران بن إبراهيم بن محمد بن طلحة ومالك بن أنس إلى أصحابنا، فسألهم أن يدفعوا محمدًا وإبراهيم ابني عبد الله، قال: فدخل علينا الرجلان، وأبي قائم يصلّي، فأبلغاهم رسالته، فقال حسن بن حسنَ: هذا عمل ابنَي المشؤوسة، أما والله ما هذا برأينا، ولا عن ملأ منا؛ ولا لنا فيه حيلة، قال: فأقبل عليه إبراهيم، فقال: علام تؤذي أخاك في ابنيه وتؤذي ابن أخيك في أمه؟ قال: وانصرف أبي من ضلاته؛ فأبلغاه، فقال: لا والله لا أردّ عليكما حرفًا؛ إن أحبّ أن يأذن لي فألقاه فليفعل، فانصوف الرجلان فأبلغاه، فقال: أراد أن يسخّرني، لا والله لا ترى عينه عيني حتى يأتيَني بابنيه.
قال: وحدّثني ابنُ زبالة، قال: سمعتُ بعض علمائنا يقول: ما سارَّ عبدُ الله بن حسن أحدًا قطّ إلا قتله عن رأيه.
قال: وحدثني موسى بن عبد الله، عن أبيه عن جده، قال: ثم سار أمير المؤمنين أبو جعفر لوجهه حاتجًا، ثم رجع فلم يدخل المدينة؛ ومضى إلى الزَبذة حتى أتى ثَنْى رهوتها.
قال عمر: وحدثني محمد بن يحيى، قال: حدثني الحارث بن إسحاق، قال: لم يزل بنو حسن محبوسين عند رياح حتى حجّ أبو جعفر سنة أربع وأربعين ومئة، فتلقّاه رياح بالزَبذَة، فردّه إلى المدينة، وأمره بإشخاص بني حسن إليه، وبإشخاص محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان - وهو أخو بني حسن لأمهم، أمهم جميعًا فاطمة بنت حسين بن عليّ بن أبي طالب - فأرسل إليه رياح - وكان بماله ببدْر - فحدرهم إلى المدينة، ثم خرج رياح ببني حسن ومحمد بن عبد الله بن عمرو إلى الرّبذة، فلما صار بقصر نفيس على ثلاثة أميال من - المدينة، دعا بالحدّادين والقيود والأغلال، فألقى كلّ رجل منهم في كَبْل وغُلّ،