للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليمام. ثم اعتدل به الطريق حتى نزل العُشَيْرَة من بطن يَنْبُع، فأقام بها بقيَّة جُمَادى الأولى ولياليَ من جُمادى الآخرة، ووادَع فيها بني مُدْلج وحلفاءهم من بني ضَمْرة. ثم رجع إلى المدينة، ولم يلْقَ كيدًا.

وفي تلك الغزوة قال لعليّ بن أبي طالب - عليه السلام - ما قال:

قال: فلم يُقِمْ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حين قَدِم من غَزْوة العُشَيرة بالمدينة إلَّا لياليَ قلائل لا تَبْلغ العَشْر، حتى أغار كُرْزُ بن جابر الفِهْريّ على سَرْح المدينة، فخرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في طلَبه، حتى بلغ واديًا يقال له: سَفَوان من ناحية بدْر، وفَاتَه كرز فلم يدرِكه؛ وهي غزوة بدر الأولى؛ ثم رجع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، فأقام بها بقيَّة جُمادى الآخرة ورجبَ وشعبان. وقد كان بعث فيما بين ذلك سَعْد بن أبي وَقَّاص في ثمانية رهط (١). (٢: ٤٠٣/ ٤٠٤ / ٤٠٥/ ٤٠٦).

وزعم الواقديّ أن في هذه السنة -أعني السَّنة الأولى من الهجرة- جاء أبو قيس بن الأسْلَت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فعرَض عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الإسلام، فقال: ما أحسَنَ ما تدعو إليه! أنظُرُ في أمري، ثم أعود إليك. فلقيَهُ عبدُ الله بن أبيّ، فقال له: كرهتَ والله حرب الخزرج! فقال أبو قيس: لا أسلِم سنة؛ فمات في ذي القعدة (٢). (٤٠٦: ٢).

[ثم كانت السنة الثانية من الهجرة]

فغزا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في قولِ جميع أهل السِّيَر - فيها، في ربيع الأوّل بنفسه غَزْوَةَ الأبواء - ويقال وَدَّان - وبينهما ستَّة أميال هي بحذائها؛ واستخلَف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على المدينة حين خرج إليها سعدَ بن عُبادة بن دُلَيم. وكان صاحبَ لوائه في هذه الغَزاة حمزة بن عبد المُطَّلب، وكان لواؤه -فيما ذكر- أبيض.

وقال الواقديّ: كان مُقامه بها خمسَ عشرة ليلة، ثم قَدِم المدينة.

* * *


(١) إسناده إلى ابن إسحاق ضعيف وقد ذكره ابن إسحاق بلاغًا.
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>