إلى المسلمين- وكان على ذلك الجمع عِكْرِمَة بن أبي جهل.
قال مُحَمّد: فكانت رايةُ عُبَيدة - فيما بلغني - أول راية عقدها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في الإسلام لأحد من المسلمين.
وحدَّثنا ابن حُمَيد، قال: حدَّثنا سَلمة، قال: حدَّثني محمّد بن إسحاق، قال: وبعض العلماء يزعُم أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان بعثه حين أقبل من غزوة الأبْواء قبل أن يصِلَ إلى المدينة. قال: وبعث حمزة بن عبد المُطَّلب في مقامه ذلك إلى سيف البحر من ناحية العِيص في ثلاثين راكبًا من المهاجرين؛ وهي من أرض جُهَينة ليس فيهم من الأنصار أحدٌ، فلقِيَ أبا جهل بن هشام بذلك السَّاحل في ثلاثمئة راكب من أهل مكَّة، فحجز بينهم مَجْديُّ بن عمرو الجُهَنيّ، وكان مُوَادِعًا للفريقين جميعًا، فانصرف القومُ بعضهم عن بعض، ولم يكن بينهم قتال.
قال: وبعضُ القوم يقول: كانت راية حمزة أول راية عقَدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأحد من المسلمين، وذلك أن بَعْثَه وَبَعْثَ عُبَيدة بن الحارث كانا معًا، فشُبِّه ذلك على الناس.
قال: والَّذي سمعْنا من أهل العلم عندنا: أن راية عُبيدة بن الحارث كانت أوّل راية عُقِدت في الإسلام.
قال: ثم غزا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في شهر ربيع الآخر، يريد قريشًا، حتى إذا بلغ بُوَاط من ناحية رَضْوَى رجع ولم يَلْقَ كيدًا، فلبث بقيَّة شهر ربيع الآخر وبعضَ جُمادى الأولى.
ثم غزا يريد قريشًا، فسلَكَ على نَقْب بني دينار بن النجَّار، ثم على فَيفَاء الخَبَار، فنزل تحت شجرة ببطْحاء ابن أزْهَر، يقال لها: ذات السَّاق، فصلَّى عندها، فثمّ مسجده. وصُنِعَ له عندها طعامٌ فأكل منه وأكل الناس معه، فموضع أثَافيّ البُرْمة معلوم هنالك. واستُقِيَ له من ماء به يقال له المُشَيرِب. ثم ارتَحَل فترك الخلائق بيَسار، وسلك شعْبَة يقال لها شعبة عبد الله -وذلك اسمها اليوم- ثم صبَّ ليَسار، حتى هبطَ يَلْيَلِ، فنزل بمجتمعه ومجتمع الضَّبُوعة؛ واستُقِيَ له من بئر بالضَّبُوعة. ثم سلك الفرْش؛ فرش ملَل، حتى لقيَ الطريق بصخَيرات