ولعل البعض يتسائل هنا فلماذا لا تستعين بالمسعوي واليعقوبي في مقارنة الخبر التأريخي عند الطبري فأقول وبالله التوفيق إن اليعقوبي والمسعودي لا يصلان إلى المستوى الذي وصل إليه الطبري ومن قبله خليفة والبسوي من التوثيق والحياد وعدم الانحياز إلى طائفة دون أخرى وعدم التأثر بالتيارات السائدة آنذاك والله تعالى أعلم بالصواب، وقد ذكرنا تقييم أئمة الحديث والتأريخ الإسلامي لكل هؤلاء في مقدمة تحقيقنا هنا فليراجع، لا داعي للتكرار هنا والحمد لله أولًا وآخرًا. (٢) ذكر الطبري خبرًا طويلًا في خروج زياد بن صالح وبعث أبي مسلم لقواته لإخماد حركته فاستغرق ذلك صفحتين (٤٦٦ و ٤٦٧) وختم الخبر بقوله (حتى مات ورجع أبو مسلم إلى مرو) ولم نجد في تأريخ خليفة ولا في المعرفة والتأريخ للبسوي ما يؤيد هذه التفاصيل إلا أن البسوي أكد حدوث الخروج مختصرًا فقال: وفي هذه السنة قفل أبو مسلم من سمرقند وقدم مرو في جمادى الآخرة، وفي هذه السنة وجّه الوفود إلى أبي العباس فلما كان في شوال عسكر بباب كشميهن وأعطى الجند أرزاقهم على أن يغزو الطراز وما والاها، فخلعه زياد بن صالح الخزاعي وكتب إلى سباع بن النعمان ومحمد بن زرعة يدعوهما إلى أن يخلعاه فأبيا وأطلعا أبا مسلم على ذلك فتوجه أبو مسلم من معسكره متوجهًا إلى زياد، فقتل زيادًا في =