التي تخدم الرجل لتصرف وجهها عن مولاها وعن الرجل الذى تخدمُه لريح الحديد؛ وأنتم في بلادكم متفضِّلون في الرِّقاق وفي المعصفرة؛ والذين قرِفوا بهذا المال وجوه أهل خراسان وأهل الولايات والكلف العظام في المغازي: وقِبَلنا قوم قدِموا علينا من كلّ فجّ عميق، فجاؤوا على الحُمُرات، فَوُلُّوا الولايات، فاقتطعوا الأموال، فهي عندهم موقَرة جمة.
فكتب ابن هبيرة إلى مسلم بن سعيد بما قال الوفد، وكتب إليه أن استخرج هذه الأموال ممن ذَكر الوفد أنها عندهم، فلما أتى مسلمًا كتابُ ابن هبيرة أخذ أهلَ العهد بتلك الأموال، وأمر حاجب بن عمرو الحارثيّ أن يعذّبهم ففعل وأخذ منهم ما فرّق عليهم. [٧/ ١٨ - ٢٠].
وفيها كانت غزوة سعيد بن عبد الملك أرضَ الروم؛ فبعث سرّية في نحو من ألف مقاتل، فأصيبوا - فيما ذكر - جميعًا.
وفيها غزا مسلم بهن سعيد الترك، فلم يفتح شيئًا، فقفل ثم غزا أفشِينَة (مدينة من مدائن السُّغد) بعد في هذه السنة، فصالح ملكها وأهلها.
ذكر الخبر عن ذلك:
ذكر عليّ بن محمد عن أصحابه، أنّ مسلم بن سعيد مَرْزَت بهرام سيس فجعله المرزبان، وأنّ مسلمًا غزا في آخر الصيف من سنة خمس ومئة، فهلم يفتح شيئًا وقفل، فاتّبعه الترك فلحقه، والنّاس يعبرون نهر بلْخ وتميم على الساقة، وعبيد الله بن زهير بن حيّان على خيل تميم، فحاموا عن الناس حتى عبروا، وفات يزيد بن عبد الملك، وقام هشام، وغزاء مسلم أفشين فصالَح ملكها على ستة آلاف رأس، ودفع إليه القلعة، فانصرف لتمام سنة خمس ومئة. [٧/ ٢١].
قال عليّ: قال أبو ماوية أو غيره من اليهود ليزيد بن عبد الملك: إنك تملك أربعين سنة، فقال وجل من اليهود: كذب لعنه الله، إنما رأى أنه يملك أربعين قَصَبة، والقصبة شهر، فجعل الشهر سنة.
[ذكر بعض سيره وأموره]
حدّثني عمر بن شبّة، قال: حدّثنا عليّ، قال: كان يزيد بن عاتكة من فِتْيانهم، فقال يومًا وقد طرب، وعنده. حَبَابة وسلّامة: دعُوني أطير، فقالت