٢٣٣ - وكان عامل عمر في هذه السنة - على ما ذكر - على مكَّة عتّاب بن أسيد، وعلى الطائف عثمان بن أبي العاص، وعلى اليمن يَعْلَى بن مُنْية، وعلى عُمان واليمامة حُذيفة بن مِحْصَن، وعلى البحرين العلاء بن الحضرميّ، وعلى الشأم أبو عبيدة بن الجراح، وعلى فرْج الكوفة وما فتح من أرضها المثنَّى بن حارثة.
وكان على القضاء - فيما ذُكِر - عليّ بن أبي طالب. وقيل: لم يكن لعمر في أيامه قاضٍ (١). (٣: ٤٧٩).
[ثم دخلت سنة أربع عشرة]
ذكر ابتداء أمر القادسيّة
٢٣٤ - ففي أوّلِ يوم من المحرّم سنة أربع عشرةَ - فيما كتب إليّ به السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحة وزياد بإسنادهم - خرج عمر حتّى نزل على ماء يدعى صِرارًا، فعسكر به ولا يدري النَّاس ما يريد؛ أيسيرُ أم يقيم. وكانوا إذا أرادوا أن يسألوه عن شيء رموْه بعثمان أو بعبد الرحمن بن عوف؛ وكان عثمان يُدعى في إمارة عمر رديفًا - قالوا: والرّديف بلسان العرب الرجل الَّذي بعد الرّجُل، والعرب تقول ذلك للرجل الَّذي يرجونه بعد رئيسهم - وكانوا إذا لم يقدِر هذان على علم شيء ممَّا يريدون، ثلَّثوا بالعبَّاس، فقال عثمان لعمر: ما بلغك؟ ما الذي تريدُ؟ فنادى: الصلاة جامعة. فاجتمع النَّاس إليه، فأخبرهم الخبر. ثم نظر ما يقول النَّاس، فقال العامَّة: سِرْ وسِرْ بنا معك؛ فدخل معهم في رأيهم، وكره أن يَدَعهم حتى يُخرجهم منه في رِفْق، فقال: استعدّوا وأعِدّوا فإنّي سائر إلّا أن يجيء رأي هو أمثل من ذلك. ثم بعث إلى أهل الرأي، فاجتمع إليه وجوه أصحابِ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وأعلامُ العرب، فقال: أحضِروني الرّأيَ فإني سائر. فاجتمعوا جميعًا، وأجمع مَلؤهم على أن يبعث رجلًا من أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ويقيم، ويرميه بالجنود، فإن كان الَّذي يشتهي من الفتح، فهو الذي يريد ويريدون؛ وإلّا أعاد رجلًا وندَب جندًا آخر؛ وفي ذلك ما يغيظ العدوّ، ويرعوي المسلمون،