للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= من المساق والتأريخ في أمر دمشق) ويشير الكلاعي إلى رواية ابن إسحاق التي ذكرت فتح فحل قبل دمشق -ويقول الكلاعي: وزعم (أي سيف) أن فحلًا كانت بعد دمشق خلافًا لما ذكره ابن إسحاق أنها كانت قبلها وأن رافضة فحل هم الذين صاروا إلى دمشق.
١٢ - أما ابن الجوزي فهو يرى أن فتح دمشق كان في سنة أربع عشرة في رجب، وكان حصارها ستة أشهر (المنتظم في فتوح البلدان / ٤/ ١٤٣).

(خلاصة قولنا في فتح دمشق)
١ - يكاد يجمع المؤرخون المتقدمون ومن بعدهم على أن فتح دمشق كان في سنة (١٣ هـ).
٢ - اختلفت آراء المؤرخين في تحديد المعركة السابقة هل هي معركة فتح دمشق أم فحل، ومنشأ اختلافهما اختلاف رواية سيف بن عمر مع رواية ابن إسحاق وكلاهما ضعيف في إسناده.
٣ - وإذا اختلف المؤرخون في كون خالد فتح جزءًا من مدينة دمشق عنوة أو صلحًا وبعكسه فعل أبو عبيدة، فإنهم جميعًا اتفقوا على أن جزءًا منها فتح عنوة والآخر صلحًا ثم التقى الجناحان داخل المدينة وكانت النتيجة النهائية هو إمضاء الصلح.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: واختلف العلماء في دمشق هل فتحت صلحًا أو عنوة؟ فأكثر العلماء على أنه استقر أمرها على الصلح؛ لأنهم شكوا في المتقدم على الآخر أفتحت عنوة ثم عدل الروم إلى المصالحة، أو فتحت صلحًا، أو اتفق الاستيلاء من الجانب الآخر قسرًا؟ فلما شكوا في ذلك جعلوها صلحًا احتياطًا (البداية والنهاية ٧/ ٢٣).
٤ - ونحن لا نرى غرابة في اختلاف الروايات (ونعني الروايات التي ذكرت كتاب الصلح باسم أبي عبيدة أو التي ذكرت ذلك باسم خالد). لأن الأمر الصادر من الخليفة بعزله النهائي شاع بعد فتح دمشق فلا ضير إن توجه قسم من الروم إلى خالد ليكتب لهم الصلح (وهو القائد الذائع الصيت بشجاعته المرهوب الجانب في الحروب). أو توجه قسم منهم إلى أبي عبيدة ليمضي لهم الصلح.
وقال ابن كثير: ثم قيل: إن أبا عبيدة هو الذي كتب لهم كتاب الصلح وهذا هو الأنسب والأشهر، فإن خالدًا كان قد عزل عن الإمارة، وقيل: بل الذي كتب لهم الصلح خالد بن الوليد، ولكن أقره على ذلك أبو عبيدة فالله أعلم (البداية والنهاية ٧/ ٢٣).
٥ - اختلفت الروايات في مدة الحصار (أي: حصار المسلمين لدمشق) فأقل الروايات ذكرت المدة سبعين يومًا وأكثرها حولًا أو يزيد.
٦ - إن النقلة السريعة التي نقل بها الإسلام جماعة الصحابة ومن تبعهم من التابعين تدل على عظمة عقيدة التوحيد التي ما إن تستقر في النفوس حتى تتحول إلى حركة ساعية للخير لا تبالي المصاعب والمشقات وحصار مدينة كدمشق محاطة بأسوار منيعة شيء جديد على الجيش =

<<  <  ج: ص:  >  >>