للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك، فقال: استدبرتَهما أو استقبلتَهما؟ قال: استقبلتُهما. وشهد نافع بمثل شهادة أبي بكْرة، ولم يشهد زياد بمثل شهادتهم؛ قال: رأيته جالسًا بين رجلي امرأة، فرأيت قدمين مخضوبتين تخفقان، واستين مكشوفتين، وسمعت حَفْزانًا شديدًا. قال: هل رأيت كالميل في المكحلة؟ قال: لا، قال: فهل تعرف المرأة؟ قال: لا، ولكن أشبّهها، قال: فتنحّ، وأمر بالثلاثة فجلدوا الحدّ، وقرأ: {فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ}، فقال المغيرة: اشفني من الأعبد، فقال: اسكت أسكت الله نأمتَك! أما والله لو تمّت الشهادة لرجمتك بأحجارك (١). (٤: ٧٠/ ٧١/ ٧٢).

[فتح سوق الأهواز ومناذر ونهر تيرى]

وفي هذه السنة -أعني: سنة سبع عشرة- فتِحت سوق الأهواز، ومَنَاذر، ونهر تيرَى في قول بعضهم، وفي قول آخرين: كان ذلك في سنة ستّ عشرة من الهجرة.

ذكر الخبر عن سبب فتح ذلك وعلى يديْ مَن جرى:

٥١٢ - كتب إليّ السريّ، يذكر: أن شعيبًا حدّثه عن سيف بن عمر، عن محمد، وطلحة، والمهَلّب، وعمرو، قالوِا: كان الهُرمزان أحدَ البيوتات السبعة في أهل فارس، وكانت أمّته مِهْرَجان قَذق وكُوَر الأهواز، فهؤلاء بيوتات دون سائر أهل فارس، فلما انهزم يوم القادسيّة كان وجههُ إلى أمته، فملكهم، وقاتل بهم مَن أرادهم، فكان الهُرْمزان يُغير على أهل مَيْسان، ودسْتِمَيْسان من وجهين: من مَنَاذر، ونهر تيرَى، فاستمدّ عُتبة بن غَزْوان سعدًا، فأمدّه سعد بنعيم بن مُقَرّن، ونعيم بن مسعود، وأمرهما أن يأتيا أعلى مَيْسان، ودَسْتِمَيْسَان، حتى يكونا بينهم وبين نهر تيرَى. ووجّه عُتَبة بن غَزْوان سُلْمى بن


(١) إسناده ضعيف، وأصل القصة في قذف المغيرة بن شعبة ثم إثبات براءته من ذلك صحيح كما ذكرنا في قسم الصحيح عند الحديث عن عزل المغيرة، إلّا أن في هذه الرواية زيادات منكرة لم نجدها عند غير الطبري وأغلب الظن أنها من طريق شعيب (راوية سيف وتلميذه) وهو معروف بتحامله على الصحابة، ومنها قوله (وكانت غاشيةً للمغيرة -وتغشى الأمراء والأشراف- وكان بعض النساء يفعلن ذلك في زمانها).

<<  <  ج: ص:  >  >>