للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القيْن، وحَرْملة بن مُرَيطة -وكانا من المهاجرين مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهما من بني العَدَوية من بني حَنْظلة- فنزلا على حدود أرض مَيْسان، ودَسْتِمَيْسَان، بينهم وبين مَناذر، ودعَوَا بني العمِ، فخرج إليهم غالب الوائليّ، وكليب بن وائل الكليبيّ، فتركا نُعيمًا، ونُعيمًا، ونكبا عنهما، وأتيا سُلْمى وحَرْملة، وقالا: أنتما من العشيرة، وليس لكما مَتْرَك؛ فإذا كان يوم كذا وكذا؛ فانهدا للهرْمزان، فإنّ أحدنا يثور بمنَاذر، والآخر بنهر تِيرى؛ فنقتل المقاتلة، ثم يكون وجهُنا إليكم، فليس دون الهُرْمزان شيء إن شاء الله. ورجعَا وقد استجابا، واستجاب قومهما بنو العمِ بن مالك.

قال: وكان من حديث العَمِي؛ والعَمِي مرّة بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم: أنه تَنَخَتْ عليه وعلى العُصَيّة بن امرئ القيس أفناء معدّ فعمّاه عن الرشد مَن لم ير نصره فارسَ على آل أرْدَوان، فقال في ذلك كعب بن مالك أخوه- ويقال: صُديّ بن مالك:

لقد عَم عنها مُرَّةُ الخيرِ فانصمَى ... وصَمَّ فلَمْ يَسمَعْ دُعاءَ العَشائِر

ليتْنَخ عنَّا رَغْبةً عن بِلادِهِ ... ويَطْلبَ مُلْكًا عالِيًا في الأساوِرِ

فبهذا البيت سمي العَمِ؛ فقيل بنو العمِ؛ عمّوه عن الصواب بنصره أهل فارس كقول الله تبارك وتعالى: {عَمُوا وَصَمُّوا}؛ وقال يربوع بن مالك:

لَقَدْ عِلمتْ عُليا مَعَدٍّ بأَنَّنا ... غَداةَ التَّباهي غُرُّ ذاك التَّبادُرِ

تَنَخْنا على رَغْم العُداة ولمْ نُنِخْ ... بحيّ تميمٍ والعَديد الجُماهِرِ

نَفَيْنا عَنِ الفُرْسِ النَّبِيطَ فَلمْ يَزَلْ ... لَنا فيهِمُ إحْدَى الهَناتِ البَهاتِرِ

إذا العَرَبُ العَلْياءُ جاشَتْ بُحورُها .... فَخَرْنا عَلَى كلِّ البُحورِ الزواخرِ

وقال أيّوب بن العُصَية بن امرئ القيس:

لَنَحْنُ سبَقْنا بالتنُوخ القَبائِلا ... وَعَمْدًا تَنخْنا حَيْثُ جاؤوا قَنابِلا

وَكُنَّا مُلوكًا قَدْ عَززْنا الأوائلا ... وَفي كل قَرْن قَدْ مَلَكْنا الحَلائلا

فلما كانت تلك الليلة ليلة الموعد من سُلمى، وحرملة، وغالب، وكُلَيب، والهُرْمزان يومئذ بين نهر تيرَى وبين دُلُث؛ خرج سُلْمَى، وحَرْملة صبيحتها في تعبية، وأنهضا نُعيما ونُعيمًا فالتقوا هم والهرمزان بين دُلُث ونهر تِيرى، وسُلْمى بن القَيْن على أهل البصرة، ونُعيم بن مقرّن على أهل الكوفة. فاقتتلوا فبينا هم

<<  <  ج: ص:  >  >>