بالحائط، ليس فيهِ مسلك، وجاء بغا فنزل، وأنزل الناسَ وقد تعبُوا وكلُّوا، وفنيت أزوادُهم، فباتوا على تعبئة وتحارُس من ناحية المصعد، فجاءهم العدوُ من الناحية الأُخرى، فتعلقوا بالجبل حتى صاروا إلى مضرب بُغا، فكسبوا المضرب، وبيتوا العسكر، وخرج بُغا راجلًا حتى نجا، وجُرح الفضل بن كاوس، وقتل جناح السكري، وقتل ابن جَوشن، وقتل أحد الأخوين قرابة الفضل بن سهل، وخرج بُغا مع العسكر راجلًا، فوجد دابة فركبها، مرَّ بابنِ البَعيث فأصعده على هَشتادسر، حتى انحدر بهِ على عسكر محمد بن حُميد، فوافاهُ في جوف الليل، وأخذ الخُرَّمية المال والسلاح والأسير ابن جويدان، ولم يتبعوا الناس، ومرَّ الناسُ منهزمين منقطعين حتى وافوا بُغا، وهو في خندق محمد بن حميد، فأقامَ بُغا في خندق محمد بن حُميد خمسةَ عشر يومًا، فأتاهُ كتاب الأفشين يأمرهُ بالرجوع إلى المَرَاغة، وأن يردَّ إليهِ المدد الذي كانَ أمدَّهُ بهِ، فمضَى بُغا إلى المراغة، وانصرفَ الفضل بن كاوس وجميعُ مَنْ كان جاء معهُ من معسكر الأفشين إلى الأفشين، وفرَّق الأفشين الناس في مشاتيهم تلك السنة، حتى جاء الربيع من السنة المقبلة.
[[خبر مقتل طرخان قائد بابك]]
وفي هذه السنة قُتِلَ قائد لبابك كان يقال لهُ طَرْخان.
ذكر سبب قتله:
ذُكِرَ أَنَّ طرخان هذا كان عظيم المنزلة عند بابك، وكان أحد قوِّادهِ، فلمَّا دخلَ الشتاء من هذه السنة، استأذنَ بابك في الإذن لهُ أن يشتو في قرية له بناحية المَرَاغة - وكان الأفشين يرصده، ويحبُّ الظفر به؛ لمكانه من بابك - فأذن لهُ بابك، فصار إلى قريته ليشتو بها بناحية هشتادسر، فكتب الأفشين إلى تُرك مولى إسحاق بن إبراهيم بن مصعب وهو بالمَراغة، أن يسري إلى تلك القرية - ووصفها له - حتى يقتل طرخان، أو يبعث به إليه أسيرًا. فأسرى تُرك إلى طِرخَان، فصار إليهِ في جَوفِ الليل، فقتل طرخان وبعث برأسهِ إلى الأفشين.