ست. وقال بعض: في سنة سبع، فلما دخل عليه: قال: يا عبد الله أستخير الله منذ شهر، وأرجو أن يخير الله لي، ورأيت الرّجل يصف ابنه ليطريَه لرأيه فيه، وليرفعه، ورأيتُك فوق ما قال أبوك فيك، وقد مات يحيى بن معاذ، واستخلف ابنه أحمد بن يحيى، وليس بشيء، وقد رأيت توليتَك مُضر ومحاربة نصر بن شبَث، فقال: السمع والطاعة يا أميرَ المؤمنين، وأرجو أن يجعل الله الخيرة لأمير المؤمنين وللمسلمين.
قال: فعقد له، ثم أمر أن تقطع حبال القصّارين عن طريقه، وتُنحَّى عن الطرقات المظالّ، كيلا يكون في طريقه ما يردّ لواءه، ثم عقد له لواء مكتوبًا عليه بصُفرة ما يكتب على الألوية؛ وزاد فيه المأمون:"يا منصور"، وخرج ومعه الناس فصار إلى منزله؛ ولما كان من غدٍ ركب إليه الناس، وركب إليه الفضل بن الربيع؛ فأقام عنده إلى الليل؛ فقام الفضل، فقال عبد الله: يا أبا العباس، قد تفضّلت وأحسنت، وقد تقدّم أبي وأخوك إليّ ألّا أقطَع أمرًا دونَك، وأحتاج أن أستطلع رأيك، وأستضيء بمشورتك؛ فإن رأيتَ أن تقيم عندي إلى أن نُفطر فافعل.
فقال له: إن لي حالات ليس يمكنني معها الإفطار هاهنا. قال: إنْ كنت تكره طعام أهل خُراسان فابعث إلى مطبخك يأتون بطعامك، فقال له: إن لي ركعات بين العشاء والعَتمَة، قال: ففي حفظ الله؛ وخرج معه إلى صحن داره يشاوره في خاصّ أموره.
وقيل: كان خروج عبد الله الصحيح إلى مُضر، لقتال نصر بن شبث بعد خروج أبيه إلى خراسان، بستّة أشهر.
* * *
[وصية طاهر إلى ابنه عبد الله]
وكان طاهر حينَ ولى ابْنُه عبد الله ديار ربيعة، كتب إليه كتابًا نسخته:
بسم الله الرحمن الرحيم
عليك بتقوى الله وحدَه لا شريك له، وخشيته ومراقبته ومزايلةَ سخطه وحفظ