للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= فقد أخرج الحافظ الذهبي عن يحيى بن سليمان أنه قال: قال أبو مسلم الخولاني وجماعة لمعاوية أنت تنازع عليًّا؟ هل أنت مثله؟ فقال: لا. والله إني لأعلم أن عليًّا أفضل مني وأحق بالأمر، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلومًا، وأنا ابن عمه وأنا أطالب بدمه؟ فَائْتوا عليًّا فقولوا له فليدفع إليّ قتلة عثمان، وأسلّم له ... الخبر (سير أعلام النبلاء ٣/ ١٤٠) (البداية والنهاية ٨/ ١٢٩) وجوّد الحافظ إسناده (فتح الباري ١٣/ ٩٢).
وروى ابن ديزيل من طريق عمرو بن سعد بإسناده أن قراء أهل العراق وقراء أهل الشام عسكروا ناحية ... الخبر وفيه: وخرج أبو الدرداء وأبو أمامة فدخلا علي معاوية فقالا له: يا معاوية! علام تقاتل هذا الرجل؟ فوالله إنه أقدم منك ومن أبيك إسلامًا وأقرب منك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأحق بهذا الأمر منك، فقال: أقاتله على دم عثمان وإنه أدى قتلة، فاذهبا إليه فقولا له: فليقدنا من قتلة عثمان، ثم أنا أول من بايعه من أهل الشام (البداية والنهاية ٧/ ٢٧٠).
قلنا: (المحققان): الكلّ يعلم أن سيد الأنصار (سعد بن عبادة) اقتنع بأحقية أبي بكر للخلافة ولكنه لم يبايع حتى توفي رضي الله عنه، فهل كان ذلك قدحًا في إجماع الصحابة على بيعة أبي بكر رضي الله عنه؟ كلا. وكذلك الحال مع معاوية رضي الله عنه فقد كان مقرًا بأحقية علي رضي الله عنه للخلافة ولكنه كان يرى أن يحاسب قتلة عثمان أولًا ويعاقبوا حفاظًا على هيبة الخليفة وحتى لا يتخذها الناس عادة كلما كرهوا من أميرهم شيئًا قاموا إليه فقتلوه. ونحن لسنا بصدد هذه المسألة فالأرجح عندنا هو ما ذهب إليه علي رضي الله عنه من أن الأولى والأوجب هو توطيد دعائم الخلافة وعطاء البيعة، ثم معاقبة قتلة عثمان بعد استقرار الأمور، ولكن بيت القصيد هنا هو أن تخلف أحد أعيان الصحابة أو اثنين عن البيعة لا يقدح في إجماع الصحابة على أحقية سيدنا علي بالخلافة، والله تعالى أعلم.

إجماع أهل الحل والعقد من الصحابة على بيعة علي رضي الله عنه
وخلاصة القول فإن أهل الحل والعقد من الصحابة والذين كانوا وقتها في مكة والمدينة قد بايعوا سيدنا عليًّا خليفة رابعًا للمسلمين وبهم تنعقد البيعة باتفاق أهل السنة والجماعة وبقية الناس تبع لهم في ذلك؛ ولذلك قال الإمام الأشعري رحمه الله: (وتثبت إمامة علي بعد عثمان رضي الله عنه بعقد من عقد له من الصحابة من أهل الحل والعقد ولأنه لم يدع أحدًا من أهل الشورى غيره في وقته، وقد اجتمع على عدله وفضله) (الإبانة عن أصول الديانة / ٧٨) وقال الإمام أحمد بن حنبل رمز أهل السنة والجماعة: علي رحمه الله إمام عادل، ويقول أيضًا: ما يدفع علي من الخلافة، وقد سماه جماعة من أصحاب رسول الله أمير المؤمنين منهم عمار بن ياسر، وأبو مسعود. (السنة ٣/ ٤١٣) وقال ابن سعد في طبقاته: لما قتل عثمان رضي الله عنه يوم الجمعة لثماني عثرة ليلة مضت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وبويع لعلي بن أبي طالب رحمه الله بالمدينة الغد من يوم قتل عثمان بالخلافة بايعه طلحة =

<<  <  ج: ص:  >  >>