للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة ثمان وستين ومئتين ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث]

[ذكر خبر استئمان جعفر بن إبراهيم إلى أبي أحمد الموفق] (١)

فمن ذلك ما كان من استئمان جعفر بن إبراهيم المعروف بالسجّان إلى أبي أحمد الموفّق في يوم الثلاثاء في غرّة المحرم منها، وذكر أن السبب كان في ذلك الوقعة التي كانت لأبي أحمد في آخر ذي الحجة من سنة سبع وستين ومئتين التي ذكرناها قبلُ، وهرب ريحان بن صالح المغربيّ من عسكر الفاجر وأصحابه ولحاقه بأبي أحمد، فنخب قلب الخبيث لذلك؛ وذلك أنّ السجّانَ كان - فيما قيل - أحد ثقاته، فأمر أبو أحمد للسجان هذا بخِلَع وجوائز وصِلات وحُملان وأرزاق، وأقيصت له أنزال، وضُمّ إلى أبي العباس، وأمره بحمله في الشَّذَاة إلى إزاء قصر الفاسق؛ حتى رآه وأصحابه، وكلّمهم السّجّان، وأخبرهم أنهم في غرور من الخبيث، وأعلمهم ما قد وقف عليه من كذبه وفجورِه؛ فاستأمن في هذا اليوم الذي حُمِل فيه السجان من عسكر الخبيث خلقٌ كثير من قُوّاده الزّنج وغيرهم، وأحسِن إليهم، وتتابع الناس في طلب الأمان والخروج من عند الخبيث، ثم أقام أبو أحمد بعد الوقعة التي ذكرتُ أنها كانت لليلة بقيت من ذي الحجة من سنة سبع وستين ومئتين، لا يعبر إلى الخبيث لحرب، يُجِمّ بذلك أصحابه إلى شهر ربيع الآخر.

* * *

وفي هذه السنة صار عمرو بن الليث إلى فارس لحرب عامله محمد بن الليث عليها، فهزمه عمرو، واستباح عسكره، وأفلت محمد بن الليث في نفر، ودخل عمرو إصطَخر، فانتهبها أصحابه، ووجَّه عمرو في طلب محمد بن الليث فظفِر به، وأتِي به أسيرًا، ثم صار عمرو إلى شِيراز فأقام بها (٢).

وفي شهر ربيع الأول منها زُلزلت بغداد لثمانٍ خلوْن منه، وكان بعد ذلك


(١) المصدر السابق (١٢/ ٢١٩).
(٢) انظر البداية والنهاية (٨/ ٢٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>