للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خلافة المنتصر محمد بن جعفر]

وفيها بويع للمنتصر محمد بن جعفر بالخلافة في يوم الأربعاء لأربع خلون من شوال، وقيل ... لثلاث خلون منه - وهو ابن خمس وعشرين سنة وكنيته أبو جعفر - بالجعفرية فأقام بها بعدما بويع له عشرة أيام ثم تحول منها بعياله وقواده وجنوده إلى سامرّا (١) ..

وكان قد بايعه ليلة الأربعاء الذين ذكرناهم قبل فذكر عن بعضهم أنه قال: لمّا كان صبيحة يوم الأربعاء حضر الناس الجعفرية من القواد والكتاب والوجوه والشاكرية والجند وغيرهم، فقرأ عليهم أحمد بن الخصيب كتابًا يخبر فيه عن أمير المؤمنين المنتصر أن الفتح بن خاقان قتل أباه جعفرًا المتوكل فقتله به، فبايع الناس وحضر عبيد الله بن يحيى بن خاقان فبايع وانصرف.

وذكر عن أبي عثمان سعيد الصغير أنه قال: لما كانت الليلة التي قتل فيها المتوكل، كنا في الدار مع المنتصر فكان كلما خرج الفتح خرج معه وكلما رجع قام لقيامه وجلس لجلوسه وخرج في أثره وكلما ركب أخذ بركابه، وسوّى عليه ثيابه في سرج دابته، وكان اتصل بنا الخبر أن عبيد الله بن يحيى قد أعدّ له قومًا في طريقه ليغتالوه عند انصرافه، وقد كان المتوكل أسمعه وأحفظه قبل انصرافه، ووثب بهِ؛ فانصرف على غضب، وانصرفنا معه، فلمّا صار إلى داره أرسل إلى


(١) وقال ابن قتيبة الدينوري: وبويع المنتصر محمد بن جعفر وتوفي بعد ستة أشهر [المعارف/ ٢٠٠].
والذي اختاره الحافظ ابن كثير أن المتنصر بويع له بالخلافة في الليل حين قُتل أبوه (الخليفة) فلما كان الصباح من يوم الأربعاء رابع شوال أخذت له البيعة من العامة وبعث إلى أخيه المعتز فأحضره إليه فبايعه المعتز [البداية والنهاية/ ٨/ ٢١٥].

<<  <  ج: ص:  >  >>