والذي يستدعي الانتباه أن ابن الجوزي رحمه الله تعالى وبالرغم من تأخره عن عصر الطبري فقد توفي سنة (٥٩٧ هـ) إلا أنه جاء بأخبار الطبري وزاد عليها أخبار أخرى أحيانًا بإسناده المتصل من طريق الخطيب البغدادي وأحيانًا أخرى بإسناده المتصل من غير هذا الطريق ويؤيد أخبار الطبري أحيانًا بروايات مسندة ومن الأمثلة على ذلك خبر دخول الزنج البصرة سنة (٢٥٧ هـ) وقتلهم الرياشي العلامة رحمه الله تعالى [انظر المنتظم ١٢/ ١٣٤].
أما الخطيب البغدادي فاسم على مسمى فقد اهتمّ بأخبار الخلفاء العباسيين وخاصة سنيّ حكمهم وتأريخ بيعتهم ووفاتهم وبعضًا من سيرهم، وكذلك فعل الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى.
والملاحظة الأخيرة التي نودّ أن نذكرها هي أن الطبري وكلما تقدّم في ذكر الأعوام المتوالية أصبح إسناده عاليًا (بغضِّ النظر عن درجة رواته).
حتى إنه أحيانًا يروي الخبر عن شاهد عيان مباشر.
وخاصة بعد وروده بغداد بعد وفاة الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه بمدة.
وقد عاصر كثيرًا من تلك الأحداث الجسام وإن لم يشارك في فصولها فقد عاصر حركة الزنج التي انتهت عام ٢٧٠ هـ بعدما يزيد على عقد من الزمان وهذا على سبيل المثال لا الحصر وتكتسب شهادات الطبري وأخباره في آخر عمره أهمية كبرى لأنه إمام مؤرخ ثقة وإن كان ذلك لا ينفي عن بعض أخباره نكارات ومبالغات، والعهدة على من روى عنهم كما أشار إلى ذلك رحمه الله تعالى.