فسكَن، وعلِم أن قد صَدقَه الرّجل، ثمّ خرج وخرجوا معه، فقال: خُذُوا نصفَ هذه الأعْدال وهذه الأسْفاط، وابعثوا بها إلى يزيدَ.
قال: فعَلِم الرجُل أنه لا يطيع في يزيدَ أحدًا، ومكَث يزيدُ بن المهلب عند سليمانَ تسعة أشهر.
وتُوفّي الحجاج سنة خمس وتسعين في رمضانَ لِتسع بقِين منه في يوم الجمعة. (٦/ ٤٥٠ - ٤٥٣).
[ثم دخلت سنة إحدى وتسعين ذكر ما كان فيها من الأحداث]
[تتمة خبر قتيبة مع نيزك]
وأما الباهِليّون فيقهولون: لم يُؤمنه ولم يُؤمنه سُلَيم، فلما أراد قتلَه دعا به ودعا بسَيْف حَنَفيّ فانتضاه وطوّل كمّيه ثمّ ضرب عنقَه بيَده، وأمَرَ عبد الرحمن فضَرَب عنقَ مصول، وأمر صالحًا فقَتَل عثمان - ويقال: شُقْران ابن أخي نِيزَك - وقال لبَكر بن حبيب السهْميّ من باهِلَة: هل بك قوّة؟ قال: نعم، وأريد - وكانت في بكر أعرابيَّة - فقال: دُونَك هؤلاء الدّهاقِين، قال: وكان إذا أتِيَ برجل ضَرَب عنقّه وقال: أوردوا ولا تُصدروا، فكان من قتل يومئذ اثنا عشر ألفًا في قول الباهليّين، وصلب نِيزَك وابني أخيه في أصل عين تُدعَى وخْش خاشان في أسكيمشت، فقال المغيرة بن حَبْنَاء يَذكُر ذلك في كلمة له طويلة:
قال: وأطلَق قتيبة جبغويه ومَنَّ عليه، وبعث به إلى الوليد، فلم يزل بالشام حتى مات الوليد، ورجع قتيبة إلى مرْوَ، واستعمل أخاه عبدَ الرحمن على بَلْخ، فكان الناس يقولون: غدَر قتيبة بنيِزَك، فقال ثابتُ قُطنَة:
لا تَحْسبَنَّ الغَدْرَ حزمًا فربَّما ... تَرَّقَتْ به الأَقْدَامُ يوْمًا فَزَلَّت
وقال: وكان الحجّاج يقول: بعثتُ قتيبةَ فتىً غِرًّا فما زدتُهُ ذِراعًا إلا زادني باعًا. (٦/ ٤٥٩ - ٤٦٠).