وروايات أخرى ذكرناها في قسم الصحيح منها حديث كنانة مولى صفية عندما سئل: (هل أندى محمد بن أبي بكر بشيء من دمه؟ فقال: معاذ الله دخل عليه فقال عثمان: يابن أخي لسث بصاحبي. فخرج ولم يند بشيء) وفي إسناده من هو مقبول أو صدوق فيه لين ولكن يشهد له ما صح عن الحسن البصري عند خليفة كما سبق أن ذكرنا قبل قليل.
(الروايات التي تتهم محمد بن أبي بكر بقتل عثمان لا تصح) ١ - أخرج خليفة بن خياط بسنده عن وثاب وفيه (ما معناه) أن محمد بن أبي بكر أخذ بلحية عثمان وأشار إلى رجل ممن حوله فوجأ رأسه بمشقص، وهذه الرواية لا تصح لأن وثابًا مجهول الحال. ٢ - أخرج الطبراني في المعجم الكبير (١/ ٨٣) عن سياق عثمان (وهو مبهم) فلا يصح - وفيه عنعنة شارك وهو مدلّس -. ٣ - أخرج ابن عساكر (تأريخ دمشق/ ترجمة عثمان / ٤٠٨) والطبري (٤/ ٣٧١) والطبراني في المعجم الكبير (١/ ٨٣) في ماركة محمد بن أبي بكر عن وثاب وهو مجهول الحال كما ذكرنا. ٤ - أخرج خليفة بن خياط في تأريخه قال حدثنا أبو الحسن عن أبي زكريا العجلاني عن نافع عن ابن عمر قال: ضربه ابن أبي بكر بمشقاص في أوداجه وبعجه سودان بن حمران بحربة (تأريخ خليفة/ ١٧٥) وفي إسناده أبو زكريا العجلاني مجهول - فهل هذه أخبار تقوم بها حجة (مبهم ومجهول ومجهول الحال) والحمد لله على نعمة الإسناد -. ولذلك ردّ ابن كثير قول من قال: إن محمد بن أبي بكر شارك في قتله وقال: (والصحيح أن الذي فعله غيره) البداية والنهاية (٧/ ١٩٣).
(لا يصح خبر قتل محمد بن أبي بكر حرقًا) ذكرت روايات أبي مخنف هذه أن معاوية رضي الله عنه توعد أن يجعله في جوف حمار فيحرقه ثم نفذه عمرو بن العاص فأحرقه، وروايات حرقه لا تصح - وإنما صحّ أن عمرو بن العاص قتل محمد بن أبي بكر كما أخرج خليفة بن خياط: حدثنا غندر قال: حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار قال: أتي عمرو بن العاص بمحمد بن أبي بكر أسيرًا فقال: هل معك عهد؟ هل معك عقد من أحد؟ قال: لا، فأمر به فقتل وإسناده حسن صحيح. وأخيرًا ففي روايات أبي مخنف هذه نكارات كررها في روايات أخرى وبيّناها وفيها من الشناعة ما يدلّ على بطلانه وعدم صحته ويكفي ذلك دليلًا ناهيك عن كون راويه تالفًا ساقطًا بإجماع أئمة الجرح والتعديل - والله تعالى أعلم. ومن نكارات رواية أبي مخنف هو بيانه أن أهل الشام بايعوا معاوية بالخلافة وعلي بن =