للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأعوانه الفَجَرة العَرْصةَ، ولمَا قُتِل إلا وسيفه في يده، لا بلا دمٍ كمحمدٍ، فرحم الله محمدًا، فقد اجتهد نفسَه، وقَضَى ما عليه (١). (٥: ١٠٩/ ١١٠).

وفي هذه السنة وجّه معاوية بعد مقتل محمد بن أبي بكر عبدَ الله بن عمرو بن الحضرميّ إلى البصرة للدعاء إلى الإقرار بحُكم عمرو بن العاص فيه.

وفيها قُتل أعيَن بن ضبيعة المُجاشعيّ، وكان عليّ وجّهه لإخراج ابن الحضرميّ من البَصرة (٢). (٥: ١١٠).


(١) إسناده تالف.
(٢) ضعيف.
تحدثت الروايات التأريخية من (٥/ ٩٤) وحتى (٥/ ١١٠) عن تجهيز معاوية رضي الله عنه جيشًا لمصر وأسباب ذلك وما جرى بين علي رضي الله عنه ومحمد بن أبي بكر والي مصر المعين من قبل أمير المؤمنين وما بين ذلك من أحداث حتى مقتل محمد بن أبي بكر على يد عمرو بن العاص، وذكر أبو مخنف في رواياته هذه تفاصيل لم يتابع فيها - والدارس لروايات أبي مخنف يظهر له جليًّا ذلك الأسلوب الخطابي المليء بالسباب والشتائم والاتهام بالكفر من قبل الطرفين والألفاظ البذيئة والتي تنافي تمامًا ما صح روايته من سلوك وسيرة ذلك السلف الصالح.
وعلى أية حال فإن في هذه الروايات محاور رئيسية لافتراءات أبي مخنف وسنفندها واحدًا واحدًا بإذن الله:
١ - ذكرت روايات أبي مخنف أن معاوية رضي الله عنه وعمرو بن العاص ومن معهما اتهما محمد بن أبي بكر بقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وأن محمد بن أبي بكر لم ينكر ذلك بل تباهى قائلًا: (فنقمنا ذلك عليه فقتلناه) (٤: ١٠٤).
قلنا: أما مشاركة محمد بن أبي بكر الخارجيين على عثمان رضي الله عنه فهذا صحيح كما ذكرنا ولكن مشاركته في قتله فلا والله لا يصح - (كما أكد الحافظ ابن كثير) فقد دخل محمد بن أبي بكر على عثمان قبل أن يقتل وأخذ بلحيته فعاتبه سيدنا عثمان وذكره بمقامه من أبيه وكلمه فخجل محمد بن أبي بكر وندم وخرج من عنده ثم دخل الأوباش بعد ذلك فقتلوه رضي الله عنه.
وأما الروايات التي تثبت عدم مشاركته في القتل فقد ذكرنا في قسم الصحيح ما أخرجه خليفة بن خياط (بسند حسن صحيح):
حدثنا المعتمر عن أبيه الحسن: أن ابن أبي بكر أخذ بلحيته فقال عثمان: لقد أخذت مني مأخذًا أو قعدت مني مقعدًا ما كان أبوك ليقعده، فخرج وتركه. (تأريخ خليفة/ ١٧٤) وكذلك أخرجه الطبري (٤/ ٣٨٣).
والحديث الآخر هو ما أخرجه خليفة بن خياط في تأريخه حدثنا عبد الأعلى بن هيثم قال =

<<  <  ج: ص:  >  >>