للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها فتحت رُودُس -جزيرة في البحر- ففتحها جُنادة بن أبي أميّة الأزْديّ، فنزلها المسلمون -فيما ذكر محمد بن عمر- وزَرَعوا واتّخذوا بها أموالًا ومواشيَ يَرْعَوْنها حولَها، فإذا أمسَوْا أدخلوها الحصن، ولهم ناطورٌ يحذرهم ما في البحر ممن يريدهم بكَيْد، فكانوا على حَذرٍ منهم، وكانوا أشدّ شيء على الرّوم، فيعترضونهم في البحر فيقطعون سفنَهم، وكان معاوية يُدِرّ لهم الأرزاق والعطاء، وكان العدوّ قد خافهم، فلما مات معاوية أقفلهم يزيدُ بن معاوية (١). (٥: ٢٨٨).

وفيها كانت وفاةُ زياد بن سُميّة.

حدّثني عمر، قال: حدّثنا زهير، قال: حدّثنا وهيب، قال: حدّثني أبي عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن الزّبير، عن فيل مولَى زياد، قال: ملك زياد العراقَ خمسَ سنين، ثم مات سنة ثلاث وخمسين (٢). (٥: ٢٨٨).

حدّثني عمر، قال، حدّثنا عليّ بن محمد، قال: لما نزل زياد على العراق بقيَ إلى سنة ثلاث وخمسين، ثم مات بالكوفة في شهر رمضان وخليفته على البصرة سَمُرة بن جندَب (٣). (٥: ٢٨٨).

ذكر سبب مهلك زياد بن سُمَية

حدّثني عبد الله بن أحمدَ المروزيّ، قال: حدّثنا أبي، قال حدثني سليمان، قال: حدّثني عبد الله بن المبارك، قال: أخبرني عبدُ الله بن شَوْذب، عن كثير بن زياد: أنّ زيادًا كتب إلى معاوية: إني ضبطت العراقَ بشمالي، ويميني فارغة. فضمّ إليه معاوية العَرُوض -وهي اليمامة وما يليها- فدعا عليه ابن عمَر، فطُعِن ومات. فقال ابن عمرَ حين بلغه الخبر: اذهبْ إليك ابنَ سُميّة، فلا الدّنيا بقيَتْ لك، ولا الآخرةَ أدركتَ (٤). (٥: ٢٨٨/ ٢٨٩).


(١) ضعيف لأن الواقدي متروك، وأما خليفة ويعقوب بن سفيان فقد أخرجا روايات في فتح رودس ضمن أحداث سنة (٥٩) هـ والله أعلم.
(٢) في إسناده مجهول الحال.
(٣) إسناده معضل.
(٤) إسناده مرسل وقال ابن حبان: زياد بن كثير يروي عن الحسن وأهل العراق الأشياء المقلوبة =

<<  <  ج: ص:  >  >>