فضربه فسقط وَقيذًا، ثم أقبل على ابن خازم، فقال: ما تريد إليّ وقد خلّيتك والبلاد! قال: إنك تعود إليها، قال: فإني لا أعود، فصالحه على أن يخرج له من خُراسان ولا يعود إلى قتاله، فوصله ابن خازم بأربعين ألفًا، قال: وفتح له الحريش باب القصر، فدخل ابن خازم، فوصَله وضمن له قضاء دَينه، وتحدّثا طويلًا، قال: وطارت قُطْنة كانت على رأس ابن خازم مُلصَقة على الضربة التي كان الحريش ضربه، فقام الحريش فتناولها، فوضعها على رأسه، فقال له ابن خازم: مَسُّك اليوم يا أبا قُدامة أليَن من مَسِّك أمس، قال: معذرة إلى الله وإليك؛ أما والله لولا أن رِكابيّ انقطعا لخالط السيف أضراسَك، فضحك ابن خازم، وانصرف عنه وتفرّق جمع بني تميم، فقال بعض شعراء بني تميم:
قال: وكان الأشعث بن ذؤيب أخو زهير بن ذؤيب العَدويّ قتل في تلك الحرب، فقال له أخوه زهير وبه رَمَق: مَنْ قتَلك؟ قال: لا أدري، طعنني رجل على بِرْذَون أصفر، قال: فكان زهير لا يرى أحدًا على برذون أصفر إلا حمل عليه؛ فمنهم مَن يقتله، ومنهم من يهرب؛ فتحامى أهل العسكر البرَاذين الصُّفْر؛ فكانت مخلّاةً في العسكر لا يركبها أحد، وقال الحريش في قتاله ابنَ خازم:
ذكر الخبر عن الكائن الذي كان فيها من الأُمور الجليلة.
فممَّا كان فيها من ذلك وثوب المختار بن أبي عُبَيد بالكوفة طالبًا بدم الحُسين بن عليّ بن أبي طالب وإخراجه منها عاملَ ابن الزُّبير عبدَ الله بن مُطيع العَدويّ.