للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لعلِّي ألاعب هذه الحمارة، فركب ودعا إلى البراز، فبرز له رجل من أهل الطالَقان، فقال بلغته: إي كيرِخَر. [٧/ ٩٤ - ٩٨].

ثم دخلت سنة سبع عشرة ومئة ذكر الخبر عمَّا كان فيها من الأحداث

ذكر الخبر عن سبب عزل هشام عاصمًا وتوليته خالدًا خراسان

وكان سبب ذلك - فيما ذكر عليّ عن أشياخه - أنّ عاصم بن عبد الله كتب إلى هشام بن عبد الملك: أمَّا بعد يا أمير المؤمنين، فإنّ الرائد لا يكذب أهله؛ وقد كان من أمر أمير المؤمنين إليّ ما يحقّ به عليّ نصيحته، وإن خراسان لا تصلح إلَّا أن تضمّ إلى صاحب العراق، فتكون موادُّها ومنافعها ومعونتها في الأحداث والنوائب من قريب؛ لتباعد أمير المؤمنين عنها وتباطؤ غياثه عنها.

فلما مضى كتابه خرج إلى أصحابه يحيى بن حُضَين والمجشّر بن مزاحم وأصحابهم؛ فأخبرهم، فقال له المجشّر بعدما مضى الكتاب: كأنك بأسد قد طلع عليك، فقدم أسد بن عبد الله؛ بعث به هشام بعد كتاب عاصم بشهر، فبعث الكُميت بن زيد الأسديّ إلى أهل مَرْو بهذا الشعر:

ألا أَبْلغ جماعَةَ أَهْل مَرْو ... على ما كانَ مِنْ نأْي وَبُعْدِ

رِسالة ناصِحٍ يُهْدِي سلامًا ... ويأْمُرُ في الذي رَكِبُوا بِجَدِّ

وأَبْلِغْ حارثًا عَنَّا اعْتِذارًا ... إلَيْهِ بأَنَّ مَنْ قِبَلي بِجُهْدِ

ولَوْلا ذاك قَدْ زارَتْك خَيْلٌ ... منَ المِصرَينِ بالفُرْسَانِ تُرْدِي

فلا تهنُوا ولا ترْضَوْا بِخَسْفٍ ... ولا يَغْرُرْكُمُ أَسدٌ بَعَهْدِ

وكونوا كالبَغايا إنْ خُدِعْتُمْ ... وإنْ أقررْتُمُ ضَيْمًا لِوَغْدِ

وإلَّا فارْفَعُوا الراياتِ سُودًا ... على أهلِ الضلالَة والتَّعَدِّي

فَكَيْف وأنتُمُ سَبْعُونَ ألْفًا ... رماكُمْ خالِدٌ بِشَبِيهِ قِرْدِ

ومَنْ وَلّى بذِمتَّهِ رَزِينًا ... وشِيعَتَهُ وَلَمْ يُوفِ بِعَهْدِ

ومَنْ غَشَّى قُضاعَةَ ثَوْبَ خِزْي ... بقَتْلِ أَبي سلَامَانَ بْنِ سَعْدِ

<<  <  ج: ص:  >  >>