للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيرين، كان إلى النصارى؛ وقد رأيت أنّ أبنيَ له ناوُوسًا، وأحمل جُثّته في كرامة حتى أواريَهَا فيه.

فقال النصارى: أمْرنا لأمرك أيّها المطران تَبع؛ ونحن لك على رأيك هذا مواطئون. فأمر المطران فبني في جوف بستان المطارنة بمَرْو ناووسًا؛ ومضى بنفسه ومعه نصارى مَرْو حتى استخرج جثّة يَزْدَجِرد من النهر وكَفّنها، وجعلها في تابوت، وحمله مَن كان معه من النصارى على عواتقهم حتى أتوْا به الناووس الذي أمر ببنائه له وواروه فيه، وردموا بابه؛ فكان مُلْك يَزْدَجِرد عشرين سنة، منها أربع سنين في دَعَة وستّ عشرة سنة في تعب من محاربة العرب إيّاه وغلظتهم عليه.

وكان آخر ملك مَلَك من آل أردشير بن بابك؛ وصفا الملك بعده للعرب (١). (٤: ٢٩٩/ ٣٠٠).

[شخوص عبد الله بن عامر إلى خراسان وما قام به من فتوح]

وفي هذه السنة - أعني: سنة إحدى وثلاثين - شخص عبد الله بن عامر إلى خَراسان ففتح أبْرَشهر، وطوس، وبيورد، ونَسا حتى بلغ سَرَخس، وصالح فيها أهل مَرْو.

ذكر الخبر عن ذلك:

٧٤٩ - ذُكر: أن ابن عامر لما فتح فارس؛ قام إليه أوس بن حبيب التميميّ، فقال: أصلح الله الأمير! إنّ الأرض بين يديك، ولم تفتتح من ذلك إلّا القليل، فسرْ فإنّ الله ناصرُك؛ قال: أوَ لم نأمر بالمسير! وكره أن يُظهر أنه قبِل رأيه؛ فذكر عليّ بن محمد: أن مسلمة بن مُحارب أخبره عن السَّكن بن قتادة العُرَينيّ، قال: فتح ابن عامر فارسَ ورجع إلى البصرة، واستعمل على إصطخر شريكَ بن الأعور الحارثيّ، فبنى شريك مسجد إصطخر، فدخل على ابنِ عامر رجل من بني تميم، قال: كنا نقول: إنه الأحنف - ويقال: أوْس بن جابر الجُشميّ جُشَم تميم


(١) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>